العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

الجعفري: لن نحيد عن التمسك بسيادة ووحدة وسلامة أراضينا مهما اشتدت الضغوط وكثر التآمر

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن سورية لن تحيد عن التمسك بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مهما اشتدت الضغوط وكثر التآمر، داعياً مجدداً مجلس الأمن الدولي إلى إلزام الدول الداعمة للإرهاب في سورية بالكف عن ذلك، ووجوب دعم جهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب.
وخلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع في سورية، أشار الجعفري إلى أن النظام التركي لم يكتف بانتهاك التزاماته بموجب تفاهمات “سوتشي” و”أستانا” و”موسكو”، ومواصلة التهرب من تحمل مسؤولياته في تنفيذها وبدعم المجموعات الإرهابية التابعة لمختلف التنظيمات التي نقلها إلى محافظة إدلب فحسب، بل يقوم بتعزيز وجوده العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية، من خلال إدخال قوافل محملة بأسلحة ومعدات ثقيلة بشكل شبه يومي عبر الحدود، لدعم التنظيمات الإرهابية، مبيناً أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل وصل إلى حد قيام وزير الدفاع التركي بالتسلل إلى محافظة إدلب مؤخراً، لعقد لقاءات مع متزعمي بعض التنظيمات الإرهابية بهدف مواصلة الاستثمار في الإرهاب.
وأوضح الجعفري أن النظام التركي أدخل ونشر منظومات دفاع جوي تركية في إدلب، وعزز قواته العسكرية فيها بصواريخ “هوك” أميركية المضادة للطائرات، على نحو ينتهك مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق، مشدداً على أن وجود وسائط الدفاع الجوي التركية في إدلب يثبت الأهداف الحقيقية للنظام التركي، وهي استدامة احتلاله الأراضي السورية.
وأشار الجعفري إلى أن التنظيمات الإرهابية استغلت فترة الهدوء اللاحقة لاتفاق موسكو والانشغال العالمي بجهود التصدي لوباء “كورونا”، لإعادة تنظيم قواتها بدعم من قوات الاحتلال الأميركية والتركية بشكل أساسي، حيث أعلن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي منتصف الشهر الجاري، إعادة تنظيم صفوفه وتشكيل ثلاثة ألوية مقاتلة جديدة، استعداداً لمواجهات قادمة في شمال غرب سورية، الأمر الذي يؤكد ضرورة قيام مجلس الأمن بإلزام الدول الداعمة للإرهاب بالكف عن ذلك، كما يؤكد حتمية وأولوية دعم جهود الدولة السورية لمكافحة الإرهاب، واستئصال هذا الورم من الجسد السوري لاستكمال عملية إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق الحل السياسي بقيادة وملكية سورية، ودون أي تدخل خارجي.
وبين الجعفري أن النظام التركي بعد قيامه على مدى سنوات باستقدام عشرات آلاف الإرهابيين من آسيا الوسطى والقوقاز والتركمان والإيغور وإدخالهم إلى سورية، وهو ما لم يشر إليه مجلس الأمن والأمانة العامة في تقاريرهم وإحاطاتهم، فإنه يقوم اليوم بتوسيع رعايته للإرهاب من خلال تجنيده على مرأى من العالم إرهابيين أجانب وسوريين وإرسالهم إلى ليبيا، حيث نقل آلاف الإرهابيين بطائراته إلى ليبيا.
ولفت الجعفري إلى تعدد أشكال الحرب على سورية، بين حرب إعلامية تضليلية واسعة واستثمار في الإرهاب، ورعاية لتنظيمات تكفيرية مجرمة وتدخلات عسكرية مباشرة وأعمال قصف وعدوان واحتلال من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا و”إسرائيل”، بما فيها العدوان الإسرائيلي قبل يومين الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وجرح أربعة آخرين، وإرهاب اقتصادي وعقاب جماعي للشعب السوري، من خلال فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب، وهي كلها أمور تمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وتحدياً لولاية مجلس الأمن وقراراته وقدرته على الوفاء بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وجدد الجعفري التأكيد على أن سورية لن تحيد عن التمسك بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مهما اشتدت الضغوط وكثر التآمر، ولن تتخلى عن تحرير أرضها المحتلة سواء أكان المحتل أميركياً أم تركياً أم إسرائيلياً، أو من تنظيماتهم الإرهابية العميلة لهم، مشدداً على أن أي وجود لقوات عسكرية أجنبية على أراضي سورية، دون موافقة حكومتها الصريحة، هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس وفقا لدستورنا الوطني، ولحقوقنا التي يتيحها القانون الدولي.
من جهته حذر المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، من فداحة الأوضاع الاقتصادية في سورية، لا سيما بعد تطبيق إجراءات العزل لمنع وقوع إصابات بفيروس “كورونا”، ومن تدهور القطاع الصحي بعد 9 سنوات من الحرب، وضعف قدرة المشافي على التصدي للجائحة.
ورحب بيدرسون بمسار التهدئة في شمال غرب سورية، وبالدوريات الروسية التركية المشتركة، واصفاً “الهدوء السائد في هذه المنطقة بأنه هشّ ويهدد بالانفجار”.
المبعوث الأممي دعا كل الأطراف إلى “التعاون لمعالجة الإرهاب في سورية”، مشيراً إلى أن خطر داعش يتعاظم عند الحدود الشرقية، وعبر عن قلقه من الحوادث والهجمات التي تتم في أكثر من منطقة، ومن ضمنها الغارات الإسرائيلية والتفجير في عفرين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock