منوعات

بين زحمة العواطف ومطبات الواقع جاءت الاعترافات الزوجية

شراكة فنية متجددة بين ثلاثي عشق المسرح، ولم يسمح لظرف أو شدّة أن تقصيه بعيداً، ومن هذا المنطلق جاء العرض المسرحي “اعترافات زوجية” في عرضه على مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

في القصة
نص مسرحية “اعترافات زوجية” تأليف إيريك إيمانويل شميث، دراماتورج آنا عكاش، إخراج مأمون خطيب، يتناول لعبة المكاشفة وإظهار الحقيقة بين زوجين عن طريق الكذب، فبعد أن تعرض الزوج “جمال السّاحلي” والذي يقوم بدروه الممثل مالك محمد، لفقد ذاكرته إثر ضربة على رأسه بتمثال من زوجته “لينا” والتي تقوم بدورها الممثلة رنا جمول، بعد مرور خمسة عشر يوماً يعود الثنائي لمحاولة تكوين حياتهما من جديد، باستغلال ظرف فقدان الذاكرة الذي يدّعيه الزوج، ضمن كذب الزوجة لتجميل حقيقة كذب وتسلّط زوجها وأنانيته المفرطة في حب ذاته، في غمرة اعترافات زوجية لا يمكن أن تنتهي.

مأمون الخطيب
قدّم المخرج مأمون الخطيب عرضاً يملؤه جدل الدفء العاطفي للمتزوجين والمصطدم بطبيعة حال العلاقة بمكر ذبذبة تماوج الصِدامات المتكررة والتي تفرزها العلاقة بحد ذاتها. فبين الكذب وخيانات الزوج، تبقى الزوجة متمسكة بحبها لشريكها الذي جرّدها من كل حقوقها، ورغم كل الانكسارات السابقة لم تعد قادرة على تجربة انكسار آخر بالانفصال عن شريكها.
تتالت اعترافات الزوجين الشغوفين لساعة تقريباً من الزمن، لتأخذ الجمهور المصغي إليها بشدة لكونها تلامس حيوات ساكنت كل واحد منهم، في خاتمة ندركها جميعاً وهي بأنّ الحياة الزوجية مستمرة مهما بلغت الصعوبات وكانت المشكلات شائكة.
هذه المرة اختار الخطيب تصوير الواقع بعيداً من الواقع الأزمي السوري، مكتفياً بواقع أعمق ومتكرر وسيتكرر إلى ما لا نهاية.

رنا جمول
كما ذكرنا أعلاه الممثلة رنا جمول تكرر تعاونها مع المخرج مأمون الخطيب، انطلاقاً من أن العمل المتكرر مع المخرج ذاته، يمنح الاثنين علاقة مريحة في العمل. جمول في المسرحية تقوم بدور “لينا” الزوجة التي تمثل المرأة العربية بالعموم، لكونها تتحمل وِزر الدنيا وشدة الرجل بقسوته مع المجتمع عليها، وخصوصاً أنها تسلّم نفسها وأحلامها وطموحاتها ليعصف بها رجلها حسب أهوائه ونزواته، هذا ورغم معرفتها الحقّة بخذلانه المتكرر لها فهي لن تقبل خسارة جديدة برحيل رجلها عنها.

مالك محمد
تتحدث شخصية “جمال السّاحلي” التي يجسّدها الفنّان “مالك محمد” عن أديب مشهور، يحب نفسه ويعتدّ بها إلى حدّ يستغل عطف وانتماء زوجته له، ليجرّدها من كامل عناصرها الشخصية، لا بل أن تصل أنانيته إلى دفعها لتعاطي الكحول والمهدئات، ويذهب بنا الحدث المسرحي في حبكته إلى قمة الوجع في ليلة عيد زواجهما، إلى ضربه بالتمثال على رأسه، من هنا لتبدأ الحكاية التي لا يمكن أن تنتهي.

سوسن صيداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock