العلاقات السورية الصينيةالعناوين الرئيسيةعربي ودولي

يانغ شو في حوار مع «الوطن»: العلاقات السورية الصينية أصبحت أكثر قوة ومتانة وحريصون على الدفع بها نحو التطور المستمر

| سيلفا رزوق

اعتبر القائم بأعمال السفارة الصينية لدى سورية يانغ شو أن العلاقات الصينية السورية اجتازت الاختبارات التي فرضتها المتغيرات الدولية بنجاح وأصبحت هذه العلاقات أكثر قوة ومتانة مع مرور الزمن.
ولفت يانغ شو خلال حوار خاص مع «الوطن» إلى أن الجانبين السوري والصيني يتبادلان الدعم والثقة في الساحة الأممية وغيرها من الساحات، الأمر الذي لا يدافع عن حقوق البلدين ومصالحهما فحسب، بل يحافظ على العدل والعدالة في المجتمع الدولي، مؤكداً حرص الجانب الصيني على تنفيذ التوافق المهم مع الجانب السوري والذي جرى التوصل إليه بين الرئيسين بشار الأسد وشي جين بينغ، وذلك من أجل الدفع نحو التطور المستمر والمستقر لهذه العلاقات، وأضاف: «سيظل موقف الجانب الصيني لمصلحة سورية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وكرامة شعبها، ويعارض محاولة الانقلاب بأي شكل من الأشكال».
يانغ شو أكد أن مسألة تايوان أهم مسألة وأكثرها جوهرية وحساسية في العلاقات الصينية الأميركية، وهي أول الخطوط الحمراء غير القابلة للتخطي في العلاقات الصينية الأميركية، مشدداً على أن استقلال تايوان والحل السياسي لها نقيضان لا يجتمعان، والشعب الصيني لن يسمح بانفصال تايوان عن الصين.
القائم بأعمال السفارة الصينية في سورية اعتبر بأنه على جميع الدول التمسك بفكرة «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية» وأن تبادر للسلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتدعم التضامن والتعاون والتسامح بدلاً من الانفصال والمجابهة والتضاد، وقال: «لا يجب أن نكون في القرن الـ21 على حين هناك أدمغة لا تزال في العصر الاستعماري وعقلية الحرب الباردة واللعبة صفرية النتائج».
وشدد يانغ شو على أن بلاده تحترم سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها، وتتمسك بمساواة كل الدول مهما كانت مساحتها وقوتها وثروتها، وتحترم طريقة التنمية والنظام الذي اختارته شعوب الدول بشكل مستقل، وهي ترفض رفضاً قاطعاً جميع أنماط الهيمنة وسياسة القوة، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والمعايير المزدوجة، وأضاف: «إن تنمية الصين هي تقدم لقوة السلام العالمي، ولن تقوم الصين بالهيمنة والتوسع مهما كان مدى تنميتها».
وفيما يلي النص الكامل للحوار:

نبدأ أسئلتنا بالحدث الأبرز وهو انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني والذي انتهى بانتخاب الرئيس شي جين بينغ لولاية ثالثة الذي اعتبر أن القرارات المتخذة ستؤدي دوراً مهما لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتحقيق نصر جديد، ما تأثير هذه القرارات على الداخل الصيني وعلى علاقات الصين الخارجية؟
إن المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني انتهى بانتخاب دورة جديدة من المجموعة القيادية المركزية للحزب ونواتها رفيق شي جين بينع، الأمر الذي أظهر الازدهار والحيوية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. يواصل رفيق شي جين بينغ توليه لمنصبي الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الأمر الذي يعكس تأييد جميع أعضاء الحزب ومنتسبي الجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم وثقتهم ومحبتهم للأمين العام شي جين بينغ.
إن التجربة العظيمة في العصر الجديد تدل على أن الحزب الشيوعي الصيني رسخ مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة في اللجنة المركزية والحزب كله والمكانة الاسترشادية لأفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، الأمر الذي يعكس التطلعات المشتركة من جميع أعضاء الحزب ومنتسبي الجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم ويملك الدلالات الحاسمة للدفع بالعملية التاريخية للنهضة العظيمة للأمة الصينية.
في المرحلة الراهنة والقادمة، سيتّحد الحزب الشيوعي الصيني مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد ويقودهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ. ودبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية ستثابر على الثقة بالنفس والاعتماد الذاتي ووضع العالم ككل في الاعتبار والإقدام على النضال والبراعة فيه والتقدم لمواجهة المشاكل رغم معرفة صعوبتها، وتلتزم بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتسعى إلى دفع بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، وتبذل كل الجهود لدفع المسيرة التاريخية المتمثلة في تحقيق نهضة الأمة وتعزيز تقدم البشرية.

انعقاد المؤتمر جاء تزامناً مع ازدياد التدخلات الخارجية بشؤون الصين الداخلية وأتحدث هنا عن تايوان ما رسائل المؤتمر وتحديداً للولايات المتحدة؟
إن تايوان هي تايوان الصين.. ويعتبر حل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد التام للوطن الأم من المهمات التاريخية التي يكافح الحزب الشيوعي الصيني في سبيل إنجازها بعزيمة لا تتزعزع، ومن الأمنيات المشتركة لجميع أبناء الأمة الصينية، وأيضاً من المطالب الحتمية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني أبرز عزيمتنا الراسخة لمعارضة الأنشطة الانفصالية للقوى الداعية إلى «استقلال تايوان» وتدخل القوى الخارجية، وثقتنا بحتمية النصر في دفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم، وغايتنا الأصلية لتحقيق رفاهية المواطنين في تايوان.
في الشهر الماضي، عقد الرئيس شي جين بينغ لقاء مع نظيره الأميركي جو بايدن في جزيرة بالي وجهاً لوجه، وكان اللقاء بنّاءً وإستراتيجياً، حيث أكد الرئيس شي جين بينغ على ضرورة النظر إلى العلاقات الصينية الأميركية والتعامل معها من منظور التوجه العالمي، والكف عن عقلية اللعبة صفرية النتائج والمجابهة، والتمسك بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وذلك لتطوير العلاقات الصينية الأميركية على الطريقة الصحيحة.
تعد مسألة تايوان أهم مسألة وأكثرها جوهرية وحساسية في العلاقات الصينية الأميركية، وهي أول الخطوط الحمراء غير القابلة للتخطي، وأن استقلال تايوان والحل السياسي لمسألة تايوان نقيضان لا يجتمعان، ، والشعب الصيني لن يسمح لأي شخص بانفصال تايوان عن الصين.

كيف تنظر الصين لما يجري في العالم، هناك اتجاهات تتحدث عن أن ما يجري في أوكرانيا ومحاولات الغرب التحرش في روسيا هي خطوة أولى على طريق التصعيد مع الصين ولا ننسى أن الولايات المتحدة بدأت تعتبر الصين التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية بالنسبة لها، كذلك ولأول مرة أقحم حلف شمال الأطلسي (الناتو) الصين في ورقته الإستراتيجية، ووصفها بالتحدي الأمني؟
قد لاحظت تقرير «الإستراتيجية الأمنية الوطنية» الصادر عن الحكومة الأميركية وما يسمى بالورقة الإستراتيجية للناتو، وأن التقرير والورقة المعنية تصرف النظر عن الواقع وتقلب الحقيقة وتتعند في إثارة ما يسمى بـ«تهديد الصين» وتسود السياسة الخارجية الصينية وتحرض على المجابهة المفعمة بعقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، حيث يعرب الجانب الصيني عن رفضه القاطع.
يمر العالم حالياً بتغيرات كبيرة لم يشهدها العالم منذ قرن وجائحة فيروس كورونا المتكررة وازدياد هشاشة الاقتصاد العالمي، وتوتر الوضع الجيوسياسي، والفقدان الخطير للحوكمة العالمية والأزمات المتراكمة المتمثلة في الغذاء والطاقة، الأمر الذي أدى إلى تحديات كبيرة للتنمية البشرية.
على الدول كافة أن تتمسك بفكرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وتبادر للسلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتدعم التضامن والتعاون والتسامح بدلاً من الانفصال والمجابهة والتضاد، ولا يجب أن نكون في القرن الـ21 على حين هناك أدمغة لا تزال في العصر الاستعماري وعقلية الحرب الباردة و«اللعبة صفرية النتائج».
إن الجانب الصيني يحترم سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها، ويتمسك بمساواة كل الدول مهما كانت مساحتها وقوتها وثروتها، ويحترم طريقة التنمية والنظام الذي اختارته شعوب الدول بشكل مستقل، ويرفض رفضاً قاطعاً جميع أنماط الهيمنة وسياسة القوة، ويعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والمعايير المزدوجة، وأن تنمية الصين هي تقدم لقوة السلام العالمي، ولن تقوم الصين بالهيمنة والتوسع مهما كان مدى تنميتها.

ماذا عن العلاقات السورية الصينية، لدينا الكثير من الاتفاقيات وسورية وقعت على مذكرة التفاهم في إطار مبادرة الحزام والطريق. كيف تنظرون لمستقبل العلاقات السورية الصينية؟ وما الإجراءات التي سيتخذها الجانب الصيني للمشاركة في إعادة إعمار سورية؟
تعد سورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة. وخلال 66 عاماً ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، اجتازت العلاقات الصينية السورية اختبار التغييرات الدولية بنجاح، وأصبحت أكثر قوة ومتانة مع مرور الزمن.
لقد شهد عام 2022 تطوراً سريعاً للعلاقات الصينية السورية، حيث بعث الرئيس بشار الأسد برسالتين إلى الرئيس شي جين بينغ تحية لافتتاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، وانتخاب الرئيس شي جين بينغ أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مرة أخرى، وعقد مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لقاء افتراضياً مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، وحضر الوزيران معاً الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية»، ووقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن التعاون في بناء «الحزام والطريق»، كما عُقدت الدورة الجديدة للجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين منذ 12 عاماً. إضافة إلى ذلك، قدمت الصين لسورية مساعدات إنسانية بكل الأشكال بما فيها 100 باص.
ولا يزال الجانبان السوري والصيني يتبادلان الدعم والثقة في الساحة الأممية وغيرها من الساحات، الأمر الذي لا يدافع عن حقوق البلدين ومصالحهما فحسب، بل يحافظ على العدل والعدالة في المجتمع الدولي.
أغتنم هذه المناسبة لأؤكد على أن الجانب الصيني يحرص على تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين مع الجانب السوري، وذلك من أجل الدفع بتطور مستمر ومستقر وصحي للعلاقات الصينية السورية. وسيظل موقف الجانب الصيني لمصلحة سورية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وكرامة شعبها، ويعارض محاولة الانقلاب بأي شكل من الأشكال.
كما سيستمر الجانب الصيني بتعزيز التعاون مع الجانب السوري في مكافحة الجائحة وفي المجالات الزراعية والاقتصادية والتجارية ومبادرة «الحزام والطريق» وغيرها من المجالات، بما يحقق رفاهية شعوب البلدين. وأنا على ثقة بأن التعاون الودي الصيني السوري سيحقق إنجازات أكثر تحت الرعاية والقيادة المشتركة للرئيس شي جين بينغ والرئيس بشار الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock