من الميدان

الهدوء يخيم بعد انتهاء «التهدئة» والعشرات من المسلحين صرعى في ريف حلب

سقط العشرات من مقاتلي ميليشيا «جيش الفتح» بين قتيل ومصاب خلال طلعات مكثفة لسلاح الجو في الجيش العربي السوري على تجمعاتهم وتحصيناتهم في ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي، على حين ساد هدوء حذر أحياء مدينة حلب بعد انتهاء سريان الهدنة الإنسانية في وقت اعتبر الحرس الثوري الإيراني، أن مصير الحرب في سورية سيتحدد خلال شهرين، وان المسلحين في حلب يقتربون من مقرات القيادة. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مراسلتها قولها «يسود هدوء حذر أحياء مدينة حلب السورية بعد انتهاء سريان الهدنة الإنسانية». وانتهى في الساعة 19:00 بتوقيت دمشق، من يوم الجمعة، سريان الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الحكومة السورية والقوات الروسية في مدينة حلب لمدة عشر ساعات، اعتباراً من الساعة 9:00 بالتوقيت المحلي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول بوزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية فادي إسماعيل، قوله الجمعة: إن المسلحين في حلب منعوا المدنيين من مغادرة المدينة خلال الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 9:00 بالتوقيت المحلي. وقال إسماعيل: إنه لا يتوقع أن يغادر المدنيون أو المقاتلون شرق حلب المحاصر.
وأوضح إسماعيل أن مسلحي «جبهة النصرة» يمنعون المقاتلين والمدنيين الراغبين في المغادرة من القيام بذلك وأن الفصائل تبدو عازمة على مواصلة القتال.
وأضاف المسؤول: «جبهة النصرة هي المسيطرة على المناطق وعلى المعابر كلها.. من المستحيل أن يخرجوا (المدنيين) ما دامت جبهة النصرة هي التي تسيطر على المنطقة». وتابع إسماعيل قائلاً: «نحن نتواصل مع بعض المدنيين وحتى نتواصل مع بعض المسلحين الذين عندهم رغبة في الخروج، للأسف الشديد رغبة المسلحين على مستوى فردي وليس على مستوى فصائل».
وقال إسماعيل: إن فرص التوصل لاتفاق مع المقاتلين تبدو ضعيفة وإنه يتوقع استئناف العمل العسكري إن لم يغادر أحد المدينة بحلول مساء الجمعة.
وأضاف: إن جميع الرسائل من مسلحي المعارضة ترهيب للدولة ولا تتضمن أي جانب سلمي.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من الجمعة، بعد بدء سريان الهدنة، أن مركز حميميم لتنسيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سورية قد نظم 6 ممرات إنسانية مخصصة لخروج المدنيين، إضافة إلى ممرين مخصصين لخروج المسلحين بأسلحتهم، أحدهما يؤدي إلى الحدود مع تركيا والثاني إلى مدينة إدلب.
وأضافت الوزارة: إن مركز حميميم نظم كذلك بثاً مباشراً للممرين المخصصين للمسلحين، كما تقوم وزارة الدفاع الروسية بالبث المباشر على موقعها الإلكتروني عن طريق استخدام كاميرات تصوير مركبة على متن طائرات من دون طيار تحلق فوق طريق كاستيلو.
بدوره، دعا الجيش العربي السوري المسلحين، في بيان، إلى استغلال الهدنة الإنسانية المذكورة بغية مغادرة مدينة حلب، مشيراً إلى إمكانية استخدام الممرين المخصصين لذلك.
وجاء في بيان الجيش: «بعد أن قامت قواتنا بصد ناجح لجميع محاولات جماعات مسلحة لاختراق الحصار المفروض على أحياء حلب الشرقية، وتفاديا لسفك الدماء، اتخذت قيادة القوات المسلحة السورية قراراً بتنظيم هدنة إنسانية أخرى، بغية خروج المدنيين والمسلحين بأسلحتهم عن طريق ممرات تم فتحها في وقت سابق». يذكر أنه في يوم 20 تشرين الأول الماضي عمل الجيش الروسي والحكومة السورية كل ما يلزم لتأمين إجلاء المدنيين والجرحى من مدينة حلب السورية، إضافة إلى تأمين خروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية، غير أن الجماعات المسلحة أطلقت النار على الممرات الإنسانية وأحياء حلب السكنية، ما أدى إلى إفشال الهدنة ومنع السكان من مغادرة الأحياء الشرقية للمدينة.
على خط مواز قال العميد إسماعيل قاآني، نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، أمس: إن مصير الحرب في سورية سيتحدد خلال شهرين.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن قاآني قوله وفق الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن 10 آلاف مسلح جديد وصلوا إلى مدينة حلب، موضحاً أن «بعض الانتحاريين بين المسلحين يجتازون الخطين الأمامي والثاني ويقتربون من مقرات القيادة».
وندد قاآني بـ«الممارسات الأميركية الانتقائية» في سورية، مبيناً أنه «إذا شعر الأميركيون أنهم غير قادرين على الدفع بأهدافهم إلى الأمام عبر الحرب، فإنهم يلجؤون إلى رفع راية المفاوضات.
في الأثناء، أفاد مصدر عسكري في تصريح نقله وكالة «سانا» للأنباء، بأن الطيران الحربي السوري نفذ ظهر أمس طلعات على أوكار وتحصينات التنظيمات الإرهابية ومحاور وطرق إمدادها في قرى الجينة والمنصورة وضهرة عبد ربه وخان العسل وأورم الكبرى ومنطقة الراشدين 4 وغرب المشروع 1070 شقة بالريف الغربي والجنوبي الغربي.
وأشار المصدر إلى أن «الطلعات الجوية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من أفراد التنظيمات الإرهابية وتدمير مقرات محصنة والعديد من الآليات المزودة برشاشات متنوعة».
ودمر سلاح الجو السوري أول من أمس مقرات وآليات للتنظيمات الإرهابية غرب وجنوب غرب مدينة حلب وأحبطت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوى الرديفة هجوما للإرهابيين على اتجاه قرية منيان غرب المدينة.

الوطن– وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock