سياسةعربي ودولي

الحرب بدأت بين ترامب والمخابرات.. والسبب روسيا!

وأدى تضارب الرواية مع السردية العامة وعزوف الأجهزة تقديم الأدلة الحسية إلى رفض نشرها من صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست. على حين روجت شبكة سي إن إن (CNN) الإخبارية للرواية على شاشاتها، ما دفع ترامب لاتهامها بأنها مختصة بتلفيق الأكاذيب.

ويعتقد أن مصدر الرواية الكاذبة أما أحد أو بعض الأجهزة الاستخباراتية، مما سيعرضها لردات فعل ربما قاسية من الرئيس المقبل، وتوفر له مبررات ومنصة انطلاق لاتخاذ إجراءات إصلاحية في عمل الأجهزة كافة غلب عليها البعد السياسي وربما الانتقامي.

ورغم أن الشائع عن ترامب أنه يغفل أهمية عمل أجهزة الاستخبارات وتطبيقاتها، إلا أن حقيقة الأمر تكمن في “نجاحات” ترامب العملية التي لا يمكن تحقيقها بهذه الشمولية والتوسع الدولي دون توظيف فعال لجمع معلومات استخباراتية واتخاذ سبل حماية مناسبة، أسوة بالشركات الكبيرة وأصحاب الثروة.

وبحسب مركز الدراسات العربية والأمريكية، فقد واجهت وكالة الاستخبارات المركزية، السي آي إيه (CIA)، تحديدا سلسلة من الفشل الاستخباراتي منذ نشوئها كانت بالنسبة لها فضيحة كبيرة، أبرزها عملية العدوان على كوبا الفتية بعملية خليج الخنازير، ومحاولات متواصلة فاشلة لاغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وتخبط الوكالة في حرب فييتنام، وفشلها في عدم التنبؤ بالدخول العسكري السوفياتي لافغانستان، والفشل المميز في عدم صوابية رؤيتها لمصير شاه ايران والإطاحة به، وقصف معمل الادوية في السودان، بالإضافة إلى ما ينسب لها من فشل في اعتراض هجمات ايلول 2001، والمعلومات الملفقة لما اسمته اسلحة الدمار الشامل في العراق، وفشلها أيضا في بؤس تحليلاتها التي أدت لسوء تقديرها في نجاح “داعش”.

أدى تراكم الفشل بالقائمين على الوكالة إلى استحداث مزيد من العمل البيروقراطي أبرزه انشاء منصب مدير للأمن الوطني عقب هجمات ايلول 2001؛ الأمر الذي يمكن تعداد فوائده على آليات العمل الاستخباراتي بمشقة كبيرة.

يشار إلى أن الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون أدرك مبكراً ضرورة إدخال إصلاحات على عمل الوكالة، دون تحقيق أي تقدم ملموس، ومن بعده كرر الرئيس جيمي كارتر المحاولة، كليهما لخدمة الأجندة السياسية للرئيس.

مدير الوكالة إبان عهد الرئيس كارتر، ستانسفيلد تيرنر، أتى به كارتر من صفوف البحرية وكان برتبة أدميرال، حدد مكامن الضعف في مديرية التجسس وسعى لتشذيبها بغلغاء نحو 820 وظيفة في صيف عام 1977. لم يدم له البقاء طويلاً لاختبار نجاعة أسلوب معالجته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock