من الميدان

معارك “النصرة” و”الأحرار” في الشمال .. إعادة تموضع برعاية تركية

فشلت جهود التهدئة وللأسبوع الثاني على التوالي عبر وسطاء محليين في إدلب في احتواء جذور الخلاف المتصاعد بين “جبهة النصرة” التي تسمى حالياً “جبهة فتح الشام” وميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” في انتظار أن تتبلور عملية الاقتتال عن إعادة تموضع جديدة على الأرض في الشمال السوري لأهم وأكبر فريقين متصارعين يستهدفان صهر الفصائل الصغيرة في بوتقتهما وبرعاية مباشرة من الحكومة التركية.

وكشفت مصادر معارضة مقربة من “أحرار الشام” لـ “الوطن أون لاين” أن القيادات العسكرية للحركة لا تكف تجتمع مع ضباط أتراك داخل الأراضي التركية وفي مناطق حدودية من ادلب وحلب من أجل تقويم سير الأحداث على الأرض وتوجيه دفة التحالفات بين الميليشيات المسلحة من أجل ترجيحها لصالح “الأحرار” وتقوية ساعدها لتصبح القوة الضاربة الرئيسية داخل ميليشيا “جيش الفتح” الذي يضم “النصرة” وسيطر على محافظة ادلب بشكل شبه تام في ربيع العام ما قبل الماضي.

وأكدت المصادر أن انضمام أهم الميليشيات المسلحة مثل “جيش المجاهدين” و”صقور الشام” وقطاع ادلب من “جيش الإسلام” وقطاع ريف حلب الغربي من “الجبهة الشامية” و”تجمع فاستقم كما أمرت” إلى “أحرار الشام” فرض على بقية الفصائل الصغيرة الاندماج فيها للوقوف نداً لـ “النصرة” في أهم معاقلها.

ومن أجل ذلك، يتوقع أن تضع “النصرة” كل ثقلها لاستعادة قرى وبلدات جبل الزاوية في الريف الجنوبي لادلب من قبضة “الأحرار” وحلفائها كونها خزانها البشري الذي لا غنى عنها في حسم المعارك ضد بقية الميليشيات أو لمحاربة الجيش العربي السوري في جبهات ريفي حلب الجنوبي والشمالي وريف حماة الشمالي.

ولفت مراقبون لعملية الاقتال لـ “الوطن أون لاين” أن عملية اصطفاف الميليشيات المسلحة في ادلب وفي أرياف حلب الغربية والجنوبية والشمالية لم تنته بعد، ويتوقع أن تفضي إلى مزيد من الصراع لأن الداعين إلى الهدن غير جديين ولا يملكون ثقلاً يمكن تجسيده على شكل مصالحة شاملة، كما أن مصالح الرعاة الإقليميين لهم مآرب أخرى لم تنفذ كما هو مرسوم لها بعد.

ورجحت المصادر انتقال المعارك صوب ريف ادلب الغربي، وخصوصاً في محيط جسر الشغور بدءاً من ريف الغاب الشمالي الغربي ودركوش وخربة الجوز وصولاً إلى سلقين وكفر تخاريم وحارم على الحدود التركية شمالاً قبل عودة الهدوء إلى جبهات القتال بين “الأحرار” و”النصرة” وبعد انضمام ما تبقى من الألوية والكتائب الصغيرة إلى الأولى أو مبايعة الثانية وفق مخطط تركي يعيد رسم خريطة الصراع لتقوية نفوذ حكومة “العدالة والتنمية” ممول وراعي معظم الميليشيات وفرض حماية كافية للحدود الجنوبية لتركيا.

إدلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock