سورية

أنباء عن اتفاق روسي تركي لوأد «المشروع الكردي الأميركي»

بث مسؤولون أتراك مجهولون شائعات عن توصل حكومتهم إلى اتفاق مع روسيا بشأن الوضع في شمال سورية عموماً، ومدينة حلب خصوصاً. جاء ذلك على حين واصل المسلحون المدعومون من أنقرة التقدم باتجاه الباب وسط تقدم مماثل لمنافستهم «قوات سورية الديمقراطية».
وتحدثت صحيفة «يني شفق» التركية، المقربة من السلطات التركية، عن تفاهم تمّ التوصل إليه بين تركيا وروسيا، يهدف إلى إفشال خطة الولايات المتحدة في الشمال السوري. وبحسب الصحيفة، تتمثل الخطة الأميركية في تسليم المناطق الممتدة من معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسورية مروراً بالحسكة، القامشلي (محافظة الحسكة)، تل أبيض (محافظة الرقة)، عين العرب، جرابلس وأعزاز (ريف حلب الشمالي) وصولاً إلى عفرين بريف حلب الشمالي الغربي لحزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا)، الذي تعتبره أنقرة ذراعاً سورية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
ونقلت «يني شفق» عن مصادر لم تكشف هويتها، أن المشروع التركي الروسي الجديد يهدف إلى إعادة الأوضاع في كل من حلب، ريف اللاذقية، إدلب، الحسكة، دير الزور والرقة إلى ما كانت عليها قبل بدء الحرب السورية، مع مراعاة الهيكلية الديمغرافية لهذه المناطق.
ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في شمال سورية أواخر شهر آب الماضي، جاءت بناءً على التفاهم التركي الروسي، كما أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إنشاء مناطق آمنة في الشمال على مساحة 5 آلاف كيلو متر مربع، أتت استناداً إلى هذه الاتفاقية.
وتحدثت المصادر عن «احتمال متابعة مليشيات «الجيش الحر» المنضوية تحت لواء «درع الفرات» تقدّمها إلى أن تصل لمركز مدينة حلب، وتنسحب قوات الجيش السوري من المناطق المشمولة في الاتفاق التركي الروسي وتنحصر في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وفي إشارة إلى معركة «ملحمة حلب الكبرى» التي أعلنتها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والميليشيات المسلحة في الشمال، اعتبرت المصادر أن «الحملة التي بدأتها المعارضة السورية قبل عدة أيام لفك الحصار عن مدينة حلب، تؤكّد صحة هذه الاتفاقية، ولا سيما أن المقاتلات الروسية امتنعت في الفترة الأخيرة عن استهداف المعارضة في المحافظة المذكورة رغم دعوات النظام السوري». وأكدت «يني شفق» أن تركيا وروسيا ستتعاونان على «إفشال الخطة الأميركية الرامية لتشكيل حزام إرهابي في الشمال السوري، وستعملان على إعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم»، مبينةً أن عملية درع الفرات «ستمتد لتطهّر المناطق التي استولت عليها عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي»، لكنها أشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصرّ «على تطهير المناطق المشمولة في الاتفاق من جبهة فتح الشام ومن حركة أحرار الشام الإسلامية».
وفي موسكو، اعتبرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، بحسب الخطة الأميركية، في عملية الرقة ستقود إلى «تعزيز الاتجاه الفدرالي في سورية. ووصفت تصريحات واشنطن بأن «الأكراد هم القوة الوحيدة حالياً القادرة على مهاجمة الرقة»، بـ«الغطاء الخفيف لدعم فكرة اعتبار سورية دولة فدرالية».
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد ألكسندر باباكوف، أن الرهان الأميركي على الأكراد في تحرير الرقة قد يكون دليلاً على نية واشنطن دعم فكرة الفدرالية في سورية، مضيفاً: إنه «من الصعب الافتراض بأن الخطة الأميركية حول الرقة تتضمن الرغبة في إحلال السلام في سورية». وأشارت إلى أن الخطة الأميركية اصطدمت بمعارضة شديدة من جانب تركيا.
وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق بين أنقرة وموسكو بشأن سورية، إلا أن تسريب أنباء عن وجود اتفاق كهذا في إحدى الصحف التركية المقربة من حكومة العدالة والتنمية له أهمية كبيرة. وجاء التسريب متزامناً مع إخفاق المفاوضات التركية الأميركية بشأن معركة الرقة.
ورفضت تركيا عرضاً أميركياً بالمشاركة في المعركة إلى جانب «قوات سورية الديمقراطية» وعمادها وحدات حماية الشعب الكردية. وقد يكون الأتراك قد استهدفوا من التسريب تحريك مفاوضاتهم العالقة مع الأميركيين عبر التلويح بالخيار الروسي.
كما يمكن أن يكون التسريب، عبارة عن عرض تركي مبطن لموسكو، عنوانه الرئيسي التعاون من أجل وأد المشروع الأميركي الكردي في شمال سورية، مقابل إعادة الأوضاع هناك إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة مع قبول الحكومة السورية بعودة اللاجئين إلى مناطقهم وقراهم.
في غضون ذلك، سيطر المسلحون ضمن «درع الفرات» على قرية بيلس عقب انسحاب داعش.
وسبق للجيش التركي أن أعلن استهدافه أمس الأول 99 موقعاً لداعش و4 مواقع لـ«بيدا» بريف حلب الشمالي.
وأضاف الجيش في بيان له الإثنين: إن ميليشيات «الجيش الحر»، استطاعت السبت تحرير قرى تل الحجر، تل الهوى وسلوى التابعة لمنطقة جرابلس، من يد داعش. وتمخضت الاشتباكات بين مسلحي «الحر» والدواعش عن مقتل 6 مقاتلين من المعارضة، وإصابة 18 آخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock