من الميدان

صراع “أخوة الجهاد” يخدم مصالح تركيا بالتدخل في إدلب

يشير تطور الأحداث جراء اقتتال “أخوة الجهاد” ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة”، المكون الرئيسي لـ “هيئة تحرير الشام”، في إدلب إلى استمرار الصراع بما يوفر المناخ المناسب لتدخل عسكري تركي طالما حلمت ولوحت به في المحافظة.

وتخشى أنقرة وتتوعد من سيطرة “النصرة” على المنافذ الحدودية معها وخصوصاً معبر “باب الهوى” الذي يعد الشريان الإغاثي والتجاري الوحيد في إدلب بعد سيطرة فرع القاعدة والميليشيات المتحالفة معه على معبر أطمة غير الشرعي وعلى المنطقة التي تصله بـ “باب الهوى” وعلى الخلفية للمعبر الأخير وهي بلدتا الدانا وسرمدا أمس.

وأوضحت مصادر معارضة على اطلاع عما يجري على الأرض من معارك لـ “الوطن أون لاين” أن اشتباكات الفريقين اقتربت من “باب الهوى” مساء اليوم الخميس مع تقدم “النصرة” باتجاه المعبر على الرغم من استقدام “أحرار الشام” تعزيزات إضافية إلى المنطقة ومحاولتها استعادة سرمدا المنطقة الحرة ومستودع البضائع التركية إلى الداخل السوري.

وبينت المصادر أن السلطات التركية، التي أغلقت “باب الهوى” منذ أمس، لم تبد أي رد فعل على تسارع وتيرة الأحداث لغير صالح حليفتها “أحرار الشام” الاخوانية وظلت تتفرج على “على “انتصارات” عدوها اللدود “النصرة” التي حذرت الجيش التركي سابقا من مغبة التدخل العسكري في ادلب إبان حشده قوات برية على حدود المحافظة في الشهرين الأخيرة عند بدء الاقتتال مع “الأحرار” ولو بشكل متقطع.

وأضافت المصادر أن “النصرة” وقعت في فخ الخطوط الحمراء التي رسمتها أنقرة لها مع استمرار تقدمها إلى منطقة شرق المعبر حيث المخيمات التي تأوي نازحين، وصار بوسعها التدخل عسكريا في ادلب بعدما استقدمت ميليشيات متحالفة معها من “درع الفرات” من اعزاز إلى المنطقة المقابلة من “باب الهوى” داخل الحدود التركية في انتظار إعطاء أوامر بدء التدخل.

وأكدت المصادر أن لا علاقة بين ما تخطط له أنقرة وبين ما اتفق عليه بضمانتها مع روسيا وإيران في مباحثات “الأستانة” حول مناطق “خفض التوتر” الأربعة وفي مقدمتها ادلب، إذ تسعى حكومة “العدالة والتنمية” التركية إلى فرض وجهة نظرها الأحادية بهذا الخصوص وفرض أمر واقع يتيح لها احتلال المنطقة وإقامة قواعد عسكرية ترسخ نفوذها على المدى الطويل في أهم منطقة نفوذ لها على تخوم حدودها الجنوبية بعدما استطاعت السيطرة على المنطقة المقابلة من الحدود في اعزاز وفي مناطق سيطرة “درع الفرات” بين جرابلس والراعي وصولاً إلى عمق ريف حلب الشمالي الشرقي في مدينة الباب حيث أقامت قاعدة عسكرية في قمة جبل الشيخ عقيل المشرف عليها.

وقال ناشطون في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن تسارع وتيرة الأحداث اليوم يخدم المصالح التركية ويعطيها الذرائع بالتدخل، وفي مقدمتها وصول الاشتباكات إلى محيط “باب الهوى” واتساع مناطق سيطرة “النصرة” بحيث باتت قواتها معزولة على مناطق سيطرة باقي الميليشيات المتحالفة مع أنقرة وبخاصة “أحرار الشام” التي وافقت اليوم على مبادرة أطلقها مشايخ لـ “وقف الاقتتال” رفضتها “النصرة” رفضته الأخيرة لتنفيذ أجندتها تصفية أكبر ميليشيا مسلحة في ادلب وهي “أحرار الشام” والسيطرة على المحافظة لإقامة “إمارتها” الإسلامية المزعومة والمرتقبة.

وأشار الناشطون إلى أن الاشتباكات عادت بقوة إلى جميع أنحاء المحافظة ولاسيما في ريف ادلب الجنوبي حيث سيطرت “النصرة” على قرى وبلدات جديدة فيه وفي ريف حماة الشمالي المتصل جغرافياً معه مثل قريتي التوبة والجابرية وتل هواش، كما أحرزت تقدماً جديداً بسيطرتها على بعض قرى جبل الزاوية، المعقل الرئيسي لـ “أحرار الشام” وللـ “الاخوان المسلمين”، مثل قرية المغارة التابعة لإحسم وسقط قتلى وجرحى في صفوف الطرفي وببين المدنيين.

وأدى مضي “النصرة” في “غيها” وخروجها عن اجماع الميليشيات المتحالفة معها، بحسب وصف ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي”، إلى إعلان الأخيرة الانفصال عن الجسد العسكري لـ “هيئة تحرير الشام” التي تشكلت مطلع العام الجاري على خلفية الاقتتال بين “النصرة” و”أحرار الشام” قبل أن تعرض وساطتها في نشر قواتها كقوة فصل بين الفريقين المتصارعين.

ورأى مراقبون لـ “الوطن أون لاين” أن انفصال “الزنكي” عن “تحرير الشام” جاء بأوامر تركية ويشكل مقدمة لاستهداف “النصرة” قريباً.

إدلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock