من الميدان

من يغتال من في ادلب؟

ارتفعت أرقام ضحايا الاغتيالات في صفوف قيادات “جبهة النصرة” وحاضنتها “هيئة تحرير الشام” في ادلب في الفترة التي تلت سيطرتها على الحصة الأوفر من مساحة المحافظة في النصف الثاني من آب الماضي على حساب تقليص رقعة سيطرتها منافستها ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية، وضاعت “طاسة” الجهات التي تقف وراء الاغتيالات مع اتساع رقعتها لتشمل قائد ميليشيا “جيش الأحرار” الملقب أبو صالح طحان في ريف حلب الجنوبي وتوجيه أصابع الاتهام إلى “النصرة” ذاتها.

ووجهت الاتهامات إلى الاستخبارات التركية بصفتها المتهم الوحيد والجهة المستفيدة من تنفيذ سلسلة الاغتيالات التي طالت متزعمي “تحرير الشام” الذين يرفضون تدخل الجيش التركي في ادلب وريف حلب الغربي المجاور لعفرين التي تسيطر عليها وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، وذلك بهدف إطباق الحصار عليها عبر نقاط المراقبة وقطع الطريق الذي يصلها بادلب.

“الوطن أون لاين” رصدت اغتيال خمسة متزعمين من “تحرير الشام” في العشر الأخير من الشهر الماضي لتهيئة الظروف المناسبة للتدخل التركي وهم أبو عبد الرحمن الحموي وأبو عبد الرحمن المهاجر وأبو طلحة الأردني ومصطفى زهري ثم عروة نجل أبو مالك التلي أمير “النصرة” في القلمون الشرقي والذي يتولى راهناً قائد عملياتها في ريف حلب الشمالي.

ورأى خبراء متابعون للوضع الميداني في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن التصفيات الجسدية لقيادات “النصرة” تتم عبر قائدها العام أبو محمد الجولاني الذي استفاد من إبعاد أهم مناوئيه في ادلب من الجناح المتشدد الرافض للتفاوض حول الدور المستقبلي لفرع تنظيم القاعدة، في سورية، في ادلب بعيداً عن “الإمارة” الموعودة.

وبالعودة إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال الطحان الأربعاء الماضي، والذي انشق في وقت سابق من ايلول الفائت عن “تحرير الشام” إثر موجة الانشقاقات التي أصابت جسدها العسكري، فيمكن التأكيد على أن الأخيرة هي من تقف وراءه على الرغم من إصدارها بياناً تفند ذلك بسبب الخلافات بينهما ومطالبة الأول باستعادة عتاده العسكري منها بعد فضيحة التسريبات الصوتية بين “أمير” قاطع بنش في الهيئة والجولاني.

المتابعون للوضع الميداني في ادلب لفتوا إلى أن قتلى متزعمي الجماعات المسلحة بسبب الصراع الدائر بينها على الزعامة والدور المستقبلي لها وعلاقتها بأنقرة وموقفها من مخرجات “استانا” اكبر من عدد الذين لقوا حتفهم في الغزوات التي يشنونها على مواقع الجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي أو ريف حلب الجنوبي.

ومن الثابت أن عمليات الاغتيال التي حصدت أرواح أربعة شرعيين من “تحرير الشام” قبل شهرين نفذها مناوؤون لها على حكم ادلب حيث غيبت العمليات كل من سراقة المكي وأبو محمد الجزراوي الملقب بـ “الحجازي” وأبو سلمان المغربي وأبو يحيى التونسي بالإضافة إلى مسؤول العقارات في الهيئة أبو ياسر الشامي.

حلب- إدلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock