محلي

حلب تزيل آثار الحرب عن خاناتها وأسواقها القديمة

وجه إعلانان بخصوص مدينة حلب القديمة الأنظار إليها على اعتبارها من أهم المناطق على مستوى العالم الفريدة بالأوابد الأثرية وبالفعاليات الاقتصادية عبر أسواقها المتخصصة بعدما نالت الحرب منها ما نالت، يتعلقان باثنين من أهم معالمها التجارية وهما سوق وخان الجمرك وسوق الزهراوي اللذان تجري أعمال إعادتهما إلى الحياة مجدداً.

وأثار إعلان غرفة تجارة حلب إلى تجار سوق الزهراوي، أهم أسواق المدينة القديمة المتخصصة بتجارة الألبسة وأدوات التجميل، بضرورة السرعة في التواصل مع أعضاء اللجنة التي شكلتها الغرفة من أجل افتتاح السوق بتوجيه من محافظ حلب حسين دياب الذي شدد خلال اجتماعه مع تجار المدينة القديمة بضرورة الإسراع بتنظيفه ليتم افتتاحه في أقرب فرصة ممكنة.

ويضم السوق قبل تدمير أجزاء منه، خلال الحرب التي أدخلت حلب في أتونها في تموز 2012 ومدينتها القديمة بعد شهر واحد، الكثير من الفعاليات التجارية التي تصنع وتتاجر بأصناف الألبسة المختلفة بأسعار الجملة والمفرق وتصدر ألبسته إلى المحافظات السورية والدول المجاورة.

ووقع السوق في معظم مراحل الحرب وحتى نهاية تشرين الثاني، موعد تحرير حلب بشكل كامل من المسلحين، تحت سيطرة الجيش العربي السوري وعلى خط التماس مع الأسواق المسقوفة في المدينة القديمة، ولذلك لا تعتبر أضراره كبيرة جداً مقارنة بباقي الأسواق ووقع الاختيار عليه ليكون من أول الأسواق التي ستعود إلى مزاولة نشاطها الاقتصادي من جديد.

وطالب إعلان غرفة التجارة أصحاب المحال في “الزهراوي” بالإسراع في تنظيف محالهم بغية ترحيل الأنقاض للمرة الأخيرة من السوق على أن تزال كل الأنقاض والأوساخ الناتجة عن عمليات إزالة الأنقاض وإلا سيتعرض صاحب المحل للمخالفة، وناشد الإعلان أصحاب المحال بعدم التأخير لأن مجلس المدينة سيرحل خلال فترة قريبة ولآخر مرة الأنقاض من السوق، لافتاً إلى أن المحافظ استجاب لمطالب التجار ووعد بتخديم المنطقة في أسرع وقت بالماء والكهرباء والصرف الصحي مع تأمين نقطة حراسة أمنية.

تزامن ذلك مع إعلان آخر لغرفة تجارة حلب أطلقت فيه مشروع “إحياء أسواق حلب القديمة” برعاية محافظ حلب وبالتعاون مع أصحاب المحال التجارية في سوق وخان الجمرك خلال الفترة من 16 الجاري ولغاية 19 منه على أن تؤمن المواصلات للدعوة العامة مجاناً. ويشارك في المشروع غرفة سياحة المنطقة الشمالية وغرفة صناعة حلب.

وقال تجار لـ “الوطن أون لاين” أن عملية ترحيل الأنقاض وصيانة سوق وخان الجمرك قطعت شوطاً كبيراً على الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت به بهدف افتتاحه أمام حركة التجارة، وهو من أهم الأسواق المتخصصة بتجارة الأقمشة حيث يتألف من طابقين يخصص الأرضي منه لبائعي أقمشة المفرق على حين يشغل الثاني تجار الخيط الذين تشتهر بهم حلب ومستوردو الأقمشة وتجارها.

سمي خان الجمرك بهذا الاسم كونه كان مركزاً لتخليص البضائع جمركياً ويستأجر التجار محاله من مديرية الأوقاف منذ عشرات السنين ويعتبرون شبه مالكين لها، وقد عمدوا إلى ترميمه عام 2007 وأعادوا إليه رونقه القديم الذي يمتد لخمس قرون وقت إنشائه أسوة بباقي خانات وأسواق المدينة القديمة التي يرجع عمر بعضها لأكثر من ألف سنة، وهي مسجلة على لائحة مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو التي كشفت عن خطط مفصلة لترميم أسواق حلب التاريخية ومساجدها وحماماتها وقلعتها الأثرية معتمدة على الجهود المحلية وبالتعاون مع منظمات ثقافية دولية، وذلك بتدريب الراغبين في المساهمة بالعملية التي تستهدف إعادة نحو 100 ألف نسمة من سكان حلب القديمة إلى مناطق سكنهم المهدمة بنسب متفاوتة.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock