من الميدان

تركيا تضغط على ميليشياتها للوقوف “جدياً” مع “النصرة” جنوب إدلب

فشلت الحكومة التركية في ضبط إيقاع فرقة العمليات المشتركة التي شكلتها قبل ثلاثة أيام بهدف ضمان مشاركة ميليشياتها المسلحة إلى جانب جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، في المعارك الدائرة بريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي الذي حقق فيه الجيش السوري تقدماً كبيراً ببسط سيطرته على 30 قرية وبلدة وأكثر من 50 كيلو متر مربع.

ونقلت مصادر معارضة عن قيادات عسكرية لميليشيات مسلحة ضمن غرفة العمليات المشتركة لـ “الوطن” قولهم أن ضغوط كبيرة تمارسها أنقرة عليهم لتنسيق مواقفهم ومشاركتهم في معارك “النصرة” جنوب ادلب “بشكل جدي” وليس مجرد تعهدات لم تبصر النور على الأرض وتتهرب من تنفيذها الميليشيات بذرائع عديدة.

وأوضحت المصادر أن الخلافات داخل غرفة العمليات تتمحور على عدم وفاء “النصرة” بالتزاماتها تجاه الميليشيات بإطلاق سراح موقوفين من مسلحيها وقيادييها لدى النصرة ورد أسلحة صادرتها النصرة من هذه الميليشيات خلال الاشتباكات التي دارت على مدار السنة الماضية وخصوصاً في تموز وتشرين الأول وأفضت إلى سيطرة النصرة على معظم مساحة ادلب وأهم معاقلها.

أما السبب الحقيقي الذي يقف وراء تخلف ميليشيات تركية عن دعم “النصرة” عسكرياً في معارك جنوب ادلب وشمال حماة، بحسب المصادر، فهي أنها ترى بأن المنطقتين هما منطقتا نفوذ لفرع تنظيم القاعدة بسورية وعليه وحده الدفاع عنها وعدم الزج ببقية الميليشيات لتكبيدها خسائر بشرية وعسكرية في معركة خاسرة ومحسوبة سلفاً لصالح الجيش السوري.

وأضافت بأن أهم فصيلين في غرفة العمليات وهما “حركة نور الدين الزنكي” و”جيش الأحرار” يرفضان الانضمام بشكل فعال في غرفة العمليات كونهما من الحلفاء السابقين لـ “النصرة” في “هيئة تحرير الشام” وسبق أن انفصلا عنها في وقت سابق من العام الفائت ولا يريدان إعطاء انطباع بأنهما أعادا تشكيل الهيئة مجدداً.

وبخصوص الموقف الفعلي لميليشيا “حركة أحرار الشام”، أكبر فصيل تابع لأنقرة ومشارك في غرفة العمليات المشتركة، فإنها تريد ابتزاز “النصرة” سياسياً وعسكرياً وإلحاق خسائر بها في معاركها الدائرة مع الجيش السوري لأنها أفقدتها هيبتها ومعاقلها المهمة في ادلب خلال الحرب التي شنتها عليها في تموز الماضي وسلبتها عتاد عسكري ثقيل وقتلت وأسرت المئات من مسلحيها.

ولفتت المصادر إلى وجود خلافات عسكرية بين ميليشيات غرفة العمليات و”النصرة” حول تقسيم قطاعات القتال في محاوره المتعددة التي تريد الأخيرة تولي قيادة معاركها وفرض رؤيتها بتحويل سير المعارك من دفاعية إلى هجومية لا يسمح الواقع الميداني الراهن بها.

وعلى الرغم من إمداد بعض الميليشيات وخصوصاً التابعة لما يسمى “الجيش الحر” مثل “جيش العزة” و”جيش النصر” و”جيش ادلب الحر” إرهابيين إلى جبهات القتال إلى جانب “النصرة” إلا أن الجيش السوري واصل تحقيق إنجازاته العسكرية وحقق تقدماً جديداً اليوم الاربعاء بمد هيمنته إلى بلدتي أم صهريج والدريبية بعد هيمنته على بلدات الطويبة ورجم المشرف ومشرفة الخنزير الواقعة إلى الشمال من تلتي الخنزير والمقطع بريف ادلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة كبد خلالها “النصرة” خسائر بشرية كبيرة.

ادلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock