سوريةسياسة

ميليشيات تركيا تحول أموالها إلى الليرة التركية لوقف تدهورها

بادرت الميليشيات المسلحة في حلب وادلب إلى تحويل الأموال الطائلة التي تمتلكها من العملات المختلفة، وخصوصاً الدولار الأمريكي، إلى الليرة التركية في مسعى لوقف انهيار عملة النظام التركي الذي تتبع له وتتلقى التمويل والدعم منه إثر تهاويها إلى مستوى قياسي تاريخي لم تشهده من قبل.

وكشف متعاملون في سعر صرف العملات في حلب وادلب لـ “الوطن أون لاين” أن إجمالي ما جرى تحويله من الدولار إلى الليرة التركية في خلال اليومين الماضيين فاق 10 ملايين دولار على حين تم تحويل نحو 150 مليون ليرة سورية إلى العملة الرسمية التركية خلال الفترة ذاتها.

وقال المتعاملون أن أكثر من 95 بالمئة من الذين حولوا مدخراتهم ورواتبهم، التي يتلقونها من الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها تركيا، هم من المسلحين وخصوصاً قياداتهم “الذين لديهم أرصدة كبيرة بالعملات الصعبة مودعة في البنوك التركية ولا يفكرون بتحويلها إلى الليرة التركية كي لا يخسروا جزءا من قيمة أموالهم مع استمرار انخفاض قيمة الليرة التركية بينما يفعلون ذلك في مناطق سيطرة المسلحين لإظهار ولائهم لنظام أردوغان”، وفق قول أحد صيارفة مدينة ادلب لـ “الوطن أون لاين”.

ولفت إلى أن معظم السكان يؤثرون الاحتفاظ بمدخراتهم بالليرة السورية لأنها العملة الوطنية للبلاد بعد فشل جميع محاولات النيل منها خلال السنوات الماضية “ولثقة الأهالي بأن الاقتصاد السوري في تحسن على خلفية انتصارات الجيش العربي السوري، ما انعكس على تعافي الليرة السورية التي زادت أسهمها أمام الدولار، ومن المتوقع تحقيقها مكاسب جديدة في الأشهر القليلة المقبلة”.

وبين صراف آخر في مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي لـ “الوطن أون لاين” أن الإقبال على تحويل الأموال إلى الليرة التركية من المدنيين يكاد يكون معدوماً رداً على دعوة “المجلس المحلي” في المدينة والتابع لما يسمى “الجيش الحر” إلى القيام بمثل هذا الإجراء لدعم الليرة التركية “ولكن من دون جدوى اذ استمرت قيمتها بالهبوط”، ولفت إلى ان قسم لا بأس به من المسلحين الذين قدموا من الغوطة الشرقية دعموا الحملة وحولوا بعض أموالهم إلى الليرة التركية.

وسجلت الليرة التركية انخفاضاً قياسياً جديداً اليوم الأربعاء أمام العملات الصعبة ووصلت إلى 3.8720 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد و4.0649 ليرة مقابل اليورو الواحد، وذلك على الرغم من التدابير التي اتخذها المصرف المركزي التركي لوقف تدهورها وعلى الرغم من وعود زعيم النظام التركي رجب طيب أردوغان بوقف تهاويها الذي يحمل مخاطر كبيرة على المستهلكين وعلى نتائج الانتخابات البرلمانية التركية المزمع إجراؤها في 24 الشهر المقبل، ويعول أردوغان على كسب جولتها لبقاء حزبه “العدالة والتنمية” في سدة الحكم.

وكانت الليرة التركية فقدت أكثر من ضعف قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ سنة ونصف السنة وربع قيمتها منذ تموز 2016 حين إجهاض النظام التركي محاولة الانقلاب ضده. وعزا خبراء اقتصاديون سبب تدهورها إلى سياسة النظام التركي العدوانية ضد دول الجوار وتدخله في شؤونها وإلى التضخم الكبير الذي شهده الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة جراء سياسات أردوغان الاقتصادية، الأمر الذي انعكس على هروب المستثمرين من تركيا التي يتوقع أن ينكمش اقتصادها بالتدريج وأن تتراجع نسبة نموه لتزداد نسبة البطالة ونقمة السكان على النظام التركي.

حلب- ادلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock