سوريةسياسة

الجعفري: بعض الدول تحتل أراضي الغير بالقوة وتصف العدوان والاحتلال بالحرب على الإرهاب

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول تمارس العدوان العسكري المباشر وتحتل أراضي الغير بالقوة وتصف العدوان والاحتلال بالحرب على الإرهاب لافتا إلى أن سورية ستحرر كل شبر من أراضيها المحتلة.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم: هناك أزمات تجتاح عالمنا منذ عقود بفعل سياسات حكومات بعض الدول ممن تملك القوة العسكرية والاقتصادية بأنها تملك القدرة على توظيف عمل المنظمة الدولية خدمة لمصالحها وتقرير مصائر شعوب العالم واحتكار وسرقة ثرواتها حتى وصل الأمر بها إلى تبني سياسة اصطناع الأزمات والحروب وإدارتها بما يخدم تنفيذ أطماع وأجندات تشكل التهديد الرئيسي للسلم والأمن الدوليين.

وبين الجعفري أن هذه القوى تتحدى اليوم الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي وتشوه ميثاق الأمم المتحدة وتتلاعب بأحكام القانون الدولي لتبرير سياساتها تلك فتمارس العدوان العسكري المباشر وتحتل أراضي الغير بالقوة ثم تصف كلا من العدوان والاحتلال بالحرب على الإرهاب وتدعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ثم تصفه بـ “الحق التاريخي” حتى لو كان تزويرا للتاريخ وتدعم الإرهاب ثم تصفه بالثورة الدموية المعتدلة والربيع الملون لكنها في الوقت نفسه تقمع حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان وتصف هذا الحق بالإرهاب وتتحالف مع أعتى الديكتاتوريات الوهابية المصدر الرئيسي للإرهاب في العالم.

وأوضح الجعفري أن سورية تؤمن بأن سبب النزاعات في الشرق الأوسط كان ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل وليس نتيجة ما يحاول البعض الترويج له مشيرا إلى أن أي محاولات لاصطناع أزمات جديدة لإنقاذ “إسرائيل” عبر تصفية الحقوق الفلسطينية والعربية من خلال طرح صفقات استلابية لصوصية تخالف قرارات الشرعية الدولية فإنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات واستمرار النزاعات وتصاعد التهديدات للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.

وأكد الجعفري أن سورية عانت خلال السنوات الثماني الماضية من حرب إرهابية عاتية تورطت في دعمها وتمويلها وتأجيجها حكومات دول بعينها وسخرت لها مليارات الدولارات وأنشأت ومولت مجموعات إرهابية تبنت شعارات متطرفة غريبة عن المجتمع السوري ثم عملت هذه الحكومات على اجتذاب الشباب من أنحاء العالم بعد أن تلاعبت بعقولهم وجندتهم مقاتلين إرهابيين أجانب وأرسلتهم إلى سورية والعراق وتورطت في هذه العملية حكومات وأجهزة استخبارات في دول عربية وإقليمية وغربية سهلت سفر الآلاف من هؤلاء المتطرفين عبر أراضيها إلى دول الجوار وتحديدا عبر تركيا.

أشار الجعفري إلى أن حكومات بعض الدول غضت الطرف عن توجه هؤلاء الإرهابيين الأجانب إلى سورية حتى أصبح الآلاف منهم يشكلون اليوم أزمة عالمية تهدد الجميع دون استثناء وباتت تعرف بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وخطر عودتهم من البلاد التي أتوا منها مبينا أنه رغم كل ذلك فإن الولايات المتحدة لا تزال حتى يومنا هذا تدرب الإرهابيين في 19 موقعا تحتلها داخل سورية بما في ذلك منطقة التنف ومخيم الركبان الواقعان على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي وتمدهم بالسلاح والذخيرة والوقود والمواد الغذائية وغيرها من الإمدادات اللازمة من 22 قاعدة عسكرية أمريكية خارج سورية وتقدم التسهيلات اللازمة لتنظيم “داعش” الإرهابي لمواصلة شن هجماته ضد قوات الجيش العربي السوري.

وشدد الجعفري على أن هذه الحكومات تستمر في تسييس ملف المساعدات الإنسانية في سورية وفي سعيها للهيمنة على آليات العمل الأممي وفي تسخير هذه الاليات من أجل تزوير المعلومات وفبركة الأدلة والتلاعب بالتقارير حول حوادث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية موضحا ان هذه التقارير استندت بشكل وحيد إلى معلومات كاذبة مقدمة مما يعرف بمنظمة “الخوذ البيضاء” الذراع التضليلي لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وكل ذلك بقصد تشويه موقف الحكومة السورية وابتزازها وحلفائها في حربهم التي يخوضونها على الإرهاب نيابة عن العالم بأسره.

وجدد الجعفري التأكيد على أن الحكومة السورية لم ولن تستخدم أي مواد كيميائية سامة لا تمتلكها أصلاً بعد أن تم تدميرها على متن سفن أمريكية في البحر المتوسط وذلك بعلم مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأن المجموعات الإرهابية المسلحة هي من تستخدم هذه المواد بعد أن تنتجها بمعدات متطورة مصدرها بعض الدول الغربية مبينا أنه سيتم في القريب العاجل تقديم الأدلة الكاملة حول مصدر هذه المعدات الى الأجهزة الأممية المختصة إضافة إلى 147 رسالة أخرى تم توزيعها على أعضاء مجلس الامن وهي كلها ذات صلة باستخدام الإرهابيين في سورية للأسلحة الكيميائية.

وأكد الجعفري أن بيانات وفود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن تهدف للتعمية على جرائم سياسات حكومات هذه الدول العدوانية والاحتلالية فهذه الدول نفسها هي السبب الرئيسي لمشكلات المنطقة سواء من خلال محاولتها تبني سياساتها الاستعمارية القديمة ودعمها لسياسات “إسرائيل” المتطرفة العدوانية أو من خلال محاولاتها المستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو من خلال دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة وفي رفض إدراج هذه الجماعات على قوائم مجلس الأمن للكيانات الإرهابية.

وأوضح الجعفري أن السوريين الذين آمنوا بوطنهم وباستقلال قرارهم وقاوموا الإرهاب وشروره ودحروه عن أجزاء كبيرة من وطنهم لن يتوانوا في مسعاهم لتحقيق هذا الهدف حتى يدحروا الإرهاب والاحتلال عن كل شبر من سورية.

وفي رده على كلمة مندوب النظام التركي قال الجعفري: “مندوب تركيا يقول إن بلاده حاربت الارهاب في شمال سورية وحررت نحو أربعة آلاف كيلومتر مربع وأذكره هنا بأن أبسط قواعد القانون الدولي تحتم على حكومته أن تنسق وتتعاون في حال كانت نواياها سليمة مع الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب ولا يجوز من ناحية القانون الدولي أن تقوم دولة بالتوغل داخل أراضي دولة أخرى دون طلب من حكومة هذه الدولة.. والقوات العسكرية التركية دخلت إلى سورية دون موافقة او طلب من الحكومة السورية”.

وأكد الجعفري أن الحكومة التركية هي السبب الرئيسي للإرهاب الذي انتشر في سورية وخاصة في المنطقة الشمالية من خلال تسهيل دخول وعبور وتمويل وتدريب الإرهابيين الذين تم استقدامهم من مختلف الدول بعلم الحكومة التركية والاستخبارات التركية ما يثبت ان تركيا هي جزء من الأزمة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة كلها شأنها في ذلك شأن “إسرائيل” مشددا على أن سورية ستحارب الإرهاب وداعميه فوق أي بقعة من أراضيها وستحرر كل أراضيها المحتلة سواء من قبل “إسرائيل” أو من قبل تركيا.

كما أشار الجعفري خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم حول “المسؤولية عن الحماية” أن حكومات بعض الدول تستخدم “المسؤولية عن الحماية” مبررا للاعتداء على سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية لافتا إلى أن “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة قتل آلاف السوريين ودمر مدينتي الرقة وعين العرب بذريعة مكافحة الإرهاب.

وقال الجعفري: “لقد ارتكبت حكومات بعض الدول جرائم جسيمة نتيجة تشويهها مبادئ القانون الدولي وإساءة استخدامها لفكرة “المسؤولية عن الحماية” بشكل منفرد ودون تفويض أممي وبصورة انتقائية وتدخلية رعناء في بعض الدول” لافتا إلى أن سورية كدولة عضو مؤسس ومسؤول ستبقى تذكر الدول الأعضاء بأن الأمين العام السابق أقر في أحد تقاريره حول “المسؤولية عن الحماية” بمخاوف جدية أثارتها إساءة واستفراد بعض الحكومات باستخدام المسؤولية عن الحماية في إحدى الدول.

وأوضح الجعفري أن سورية تعيش منذ ثماني سنوات حالة من الدمار وقتل الآلاف من الأبرياء بفعل العملية العسكرية والضربات الجوية التي نفذتها جيوش حكومات زعمت بأنها تمارس مسؤولية مفترضة لحماية المدنيين في تلك الدولة.. كما تعيش حالة من انتشار الإرهاب وموت عشرات الآلاف من مواطنيها ومواطني دول إفريقية أخرى ممن اثروا الهروب من ويلات الحرب ليموتوا غرقا في البحر المتوسط متسائلا .. أي مسؤولية عن الحماية هذه حين يقتل الآلاف وتدمر مقدرات الدول وإمكاناتها ويشرد شعبها بذريعة ممارسة هذه المسؤولية عن الحماية.

ودعا الجعفري حكومات بعض الدول إلى الاعتراف بأن الأمم المتحدة لا تزال عاجزة عن ممارسة أي مسؤولية حقيقية لحماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي ومن داعميه وعن تفعيل أي نظام إنذار مبكر لحماية السوريين والعراقيين من إرهاب “داعش” و”جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى وعن ممارسة المسؤولية عن الحماية من خلال التصدي لجرائم التحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الشعب السوري وهي الجرائم التي أدت إلى تدمير مدينتي الرقة وعين العرب وقتلت آلاف السوريين ودمرت البنى التحتية والجسور ومحطات الطاقة والمياه بذريعة محاربة الإرهاب.

وأعاد الجعفري التذكير بأن عددا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن تقاعست عن التصدي للإرهاب وتغاضت بشكل متعمد عن تدفق آلاف الإرهابيين الأجانب إلى سورية مشيرا إلى أن المجلس بقي لمدة عام كامل عاجزا عن إدراج كيان إرهابي اسمه “هيئة تحرير الشام” على قوائمه للكيانات الإرهابية بسبب معارضة وفد الولايات المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock