سورية

الرئيس الأسد لـ”الوطن” : ظاهرة التعفيش مرتبطة بأفراد وضبطت عدة حالات وأنا أعرفها بالتفصيل

الوطن: سيادة الرئيس، تتمة لموضوع الفساد أصل إلى القوات المقاتلة على الأرض في الحرب على الإرهاب فهناك قوات رديفة وقوات شاركت مع الجيش السوري في عدة مناطق.. لكن هناك ظاهرة سميت بالتعفيش قام بها أفراد من هذه القوات أساءت إلى الجيش برمته، كيف تنظرون إلى مشاركة كل هذه القوات مع الجيش السوري وإلى هذه التجربة وسلبياتها وإيجابياتها؟

تجربة القوات الشعبية هي ليست خياراً للدولة ولكن هي تجربة تفرضها كل الحروب الوطنية في أي دولة من دول العالم.. في معظم الحروب الوطنية المشابهة كان هناك دائماً قوات شعبية تقاتل إلى جانب الجيش وهي حالة ضرورية وطبيعية وحالة اندفاعية عاطفية لكثير من الشباب الذين يريدون الدفاع عن بلادهم بطرق مختلفة، أحياناً تأخذ هذه الحالة الطريقة المؤسساتية أي الدخول إلى القوات المسلحة الجيش والشرطة، وأحياناً تأخذ الشكل غير المؤسساتي كالقوات الشعبية التي تنشأ فقط خلال هذه الحالة الطارئة وهي الحرب.
هذه التجربة لها إيجابيات ولها سلبيات، هل كان لها إيجابيات في حالتنا؟ طبعاً كان لها إيجابيات كثيرة وحققت إنجازات عسكرية على الأرض في دعم الجيش سواء في أماكن كان الجيش موجوداً فيها أم في أخرى لم يكن موجوداً، وكانت تخوض هي المعارك كالقوات المسلحة وحققت فعالية في الدفاع عن المناطق أو في تحرير مناطق أخرى من الإرهابيين.
هل هناك سلبيات؟ طبعاً، لكن السلبيات دائماً ترتبط، كالفساد، بالحالة الفردية، أي إن الفاسد فاسد أينما ذهب سواء كان في مؤسسة أم لم يكن، الفساد الذي نتحدث عنه ليس مرتبطاً تماماً بهذه الحالة، لا نستطيع أن نعمّم ونقول إن هذه التجربة كانت فاسدة وهناك تجربة أخرى غير فاسدة، لا، الفساد في كل الحالات خلال هذه الحرب كان مرتبطاً بالأشخاص. طبعاً أغلب حالات الفساد التي تتحدث عنها كانت تحصل في الأنساق الأولى في المعارك، وفي الأنساق الأولى لا يوجد سوى المقاتل والمشرف عليه سواء كان ضابطاً أو في بعض الحالات كان مدنياً. هنا كل الأمور تعتمد على ضمير الأشخاص الموجودين. لا يوجد رقيب… لا توجد شرطة… لا توجد مؤسسات رقابية. فإذا كان هذا الشخص فاسداً فهو يسيء للمواطن وإذا كان شخصاً ذا ضمير فهو يقوم بالعكس. لكي نكون شفافين، فإن أغلب الحالات كانت هي الحالات الجيدة وليس العكس، ولكن من الطبيعي أن يتم الحديث دائماً عن حالات الفساد وهذا أمر بديهي. هناك حالات ضُبطت على الرغم من صعوبة ضبطها في ظروف المعركة.. حيث كانت تُضبط في الخطوط الخلفية عندما يتم القبض على شخص قام بالإساءة أو بالسرقة بشكل من الأشكال… هناك حالات تم إلقاء القبض عليها وأنا أعرفها بالتفصيل ولكن هناك حالات أخرى لم تُضبط.. مع ذلك هناك توجيهات يومية للضباط وللمعنيين بضرورة إنهاء هذه الحالة وهناك إجراءات اتُّخذت وكانت فاعلة تتمثل في أن القوات المسلحة تقوم بطلب الفعاليات الموجودة في المنطقة التي سيتم الدخول إليها من أجل إرسال وفد أو مجموعات من هذه الفعاليات لتدخل مع الجيش لتثبيت واقع ما تم تخريبه من الإرهابيين وبالتالي لا تتهم هذه القوات زوراً بالإساءة أو بالسرقة, هذه الإجراءات تمت وكانت ناجحة، وهناك إجراءات أخرى تتم لمنع أي إساءة قد تحصل، كما أن المحاسبة قائمة حسب الإمكانات المتوافرة في كل مكان.

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock