سورية

الرئيس الأسد: الإعلام السوري يحتاج إلى تنظيف من الفساد.. وهذه من مهام الحكومة الجديدة

الوطن: في موضوع الإعلام، نحن نتعرض إلى شكاوى كثيرة من الناس… يعني أن الناس تعتبر أن الإعلام السوري لم يكن قادراً على مواكبة كل التطورات… أحدث نقلة نوعية لكنه لم يكن كما يُراد منه أن يكون وأغلبية الناس تتابع للأسف قنوات ربما غير سورية. ما الذي يمنع اليوم أن يكون لسورية منبر إعلامي وطني قوي يمكن أن يتابعه كل السوريين؟

لا شيء يمنع سوى إرادتنا ورؤيتنا كسوريين، والدليل على أن الإمكانية متوافرة هو ما حققناه خلال المراحل الأولى من الحرب عندما كان هناك تشويه وتشويش كبيرين على مستوى العالم وعلى المستوى الإقليمي أو على المستوى المحلي، وقد لعب الإعلام الإلكتروني دوراً كبيراً في ذلك الوقت مع أنه لم يكن إعلاماً بالمعنى التقليدي، كان… لنقل وسائل التواصل الاجتماعي… وفي بداية الأزمة في الوقت الذي كان الكل يحاول أن يقيّد في دول أخرى هذه الوسائل، قمنا نحن بفتحها بشكل كامل وحققت نتائج جيدة. فإذاً، الآن لو أتينا إلى الإعلام السوري بشكل عام، وأنا أستطيع أن أتحدث أكثر عن الإعلام الرسمي لكوني مسؤول في الدولة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الإعلام لا يمكن أن يكون كالإعلام الخاص. فالإعلام الخاص يبقى أكثر حرية في كل العالم ومن الطبيعي أن يتبنى الإعلام الرسمي وجهة نظر الدولة أيضاً كما كل دول العالم، ولكن أستطيع أن أقول إن هناك جوانب موضوعية منعت الإعلام من التطوير كالحصار المفروض عليه وإنزاله عن الأقمار الاصطناعية وغيرها، وهناك عوامل غير موضوعية لها علاقة بالعقلية الموجودة. فالإعلام هو عملية تطوّر طويلة، والعقلية الموجودة داخل المؤسسات الإعلامية والمعنية بفكرة تطوير الخطاب الإعلامي السوري لم تتمكن من التأقلم مع هذه الحالة، هي تمكنتْ من تحقيق نقلة، ولكنها لم تكن كافية؛ فالحرب كانت بحاجة إلى نقلة أكبر، أضف إلى ذلك طبيعة البيروقراطية التي يرتبط بها الإعلام الرسمي والتي تسمح أحياناً لكثير من المؤسسات الأخرى غير الإعلامية، بالتدخل في عمل الإعلام وبالتالي تعرقل أكثر أي عملية تطوير. ما نقوم به الآن – لنقل – هو عملية تنظيف للمؤسسة الإعلامية.. وهذه من مهام الحكومة الجديدة في المجال الإعلامي وتحديداً وزارة الإعلام، هي عملية تنظيف المؤسسات الإعلامية من الفساد ومن الترهل. لأنه ببقاء هاتين الحالتين لا يمكن أن يتطور الإعلام، فالخطاب الإعلامي لا يتطور فقط بوجود حالة فكرية، هو بحاجة لحالة إدارية، فهذه هي الخطوة الأولى، وبدأت وزارة الإعلام بالقيام بهذه الخطوات، بعدها لا بد من وضع تصور إداري لهذه المؤسسات، عندها سيكون تطوير الخطاب الإعلامي هو النتيجة الطبيعية التي سنراها بالنسبة للإعلام الرسمي، أما أنتم، الإعلام غير الرسمي فلكم الحرية، وقطعتم خطوات كبيرة وقمتم بدور مهم أيضاً في هذه الحرب.

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock