من الميدان

“غموض بناء” يلف الاتفاق الروسي التركي حول ادلب

يلف اتفاق منتجع “سوتشي” بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان “غموض بناء” حول “المنطقة منزوعة السلاح” في ادلب، يشي بحل معظم مواضيع الخلاف التي تعترض تطبيق بنود الاتفاق قبل أسبوع من الموعد المحدد لسريان مفعوله.

ويرى متابعون لمجريات الأمور فيما يخص الاتفاق لـ “الوطن أون لاين” أن الأمور تسير باتجاه تذليل الصعوبات التي ظهرت إلى السطح منذ الإعلان عنه في 17 أيلول الفائت وأن بمقدور تركيا الوفاء بالتزاماتها حياله، وهو ما بدا واضحاً من تصريح بوتين أمس الخميس بأن “لا حرب واسعة” في ادلب مستقبلاً.

ويرجح المتابعون أن الرئيسين الروسي  والتركي اتفقا على خطوط اتفاق “سوتشي” العريضة من دون الدخول في شيطان التفاصيل التي تتولى اللجان التفاوضية بين البلدين رسم معالمها مع إيكال مهمة التفاوض مع ميليشيات ادلب، الممولة والتابعة لأنقرة، ومع “جبهة النصرة” ومظلتها “هيئة تحرير الشام” إلى تركيا التي طلبت أمس منها تقديم لوائح عن أعداد مقاتليها والأسلحة التي بحوزتها إيذاناً بتنفيذ أولى بنود الاتفاق بسحب الاسلحة الثقيلة من “منزوعة السلاح” على عمق من 15 إلى 20 كيلو متر داخل مناطق سيطرة الميليشيات ثم إخراج الميليشيات المتشددة منها حيث رشحت أنباء عن بدء إطلاق العملية بسحب السلاح الثقيل (دبابات، مدفعية، راجمات صواريخ، قاذفات هاون) من المنطقة ومن دون الإعلان عن ذلك.

ويعتقد المتبعون أن تركيا تمكنت من إقناع جميع الميليشيات بما فيها “النصرة” بالوفاء بمتطلبات إنجاح الاتفاق تجنباً لضربة عسكرية من الجيش العربي السوري وبمساندة روسية في حال جرى نقضه في مواعيده المحددة على الرغم من الخلافات التي اعلن عنها مثل رفض ميليشيات كـ “جيش العزة” للاتفاق واعتراض ميليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” على بعض بنوده وتجنب “تحرير الشام” الإعلان عن موقفها إزاءه إلى الآن.

وأشار هؤلاء إلى أن اعتراض ميليشيات تركيا على الاتفاق ما هو إلا لتسجيل مواقف إعلامية لا أهمية لها على الأرض وان أنقرة قادرة على إرغامهم جميعاً على تنفيذه مع محاولة كسب بعض النقاط من خلال مفاوضة موسكو عليها مثل عدم دخول قوات روسية إلى “منزوعة السلاح” لمراقبة تطبيق بنوده والاكتفاء بالطائرات المسيرة لتنفيذ المهمة.

أما عدم إعلان “النصرة” عن موقفها فمرده إلى مراعاتها لـ “حاضنتها الشعبية” بالإيحاء أنها لا تخضع لأوامر موسكو ولم تتخل عن “الجهاد” ولا قياداته وإرهابييه من غير السوريين لكنها على ارض الميدان ستلتزم بكل بنود الاتفاق بل وستتولى حراسة تطبيقه، كما بدا من تصريحات بعض منظريها وشرعييها على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، وخصوصاً بعد منعها لميليشيا “حراس الدين” الموالية لتنظيم القاعدة من تنفيذ هجمات باتجاه ريف اللاذقية الشمالي الشرقي قبل يومين.

وعلى كل حال، يظل الجيش العربي السوري في حال استنفار وجهوزية عالية تحسباً لأي استفزاز من الميليشيات أو لتنفيذ المهام الموكلة إليها إذا ما أخلت الميليشيات ببنود “سوتشي” ورفضت تطبيقه في مهله المحددة بيد أن مجريات الأمور تسير في غير هذا الاتجاه نظراً لمصلحة تركيا من منظور أمنها القومي بإنجاح تطبيق الاتفاق حتى النهاية.

ادلب – الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock