من الميدان

بتوقيت تركي مشبوه… “درع الفرات” تحاول الاستيلاء على الباب و”داعش” يصدها

صد تنظيم “داعش” الإرهابي هجوم ميليشيا “درع الفرات”، التي تؤازرها قوات خاصة تركية، عن مدينة الباب شمال شرق حلب وأرغمها على التراجع بعد تقدمها وسيطرتها على مواقع مهمة، في توقيت مشبوه اختارته أنقرة للإيحاء بأن هناك تناغم مع موسكو في موضوع “الصفقة” التي روجت لها وسائل إعلام بأنها تقضي بالتضحية بمدينة حلب لصالح الجيش العربي السوري مقابل منح “الباب” للأتراك.

وأوضح مراقبون لعملية “درع الفرات”، المكونة من ميليشيات هجينة ومرتزقة تؤازرها قوات خاصة من الجيش التركي، لـ “الوطن أون لاين” أن حكومة “العدالة والتنمية” التركية اختارت الهجوم على “الباب” اليوم الجمعة للهيمنة عليها في الوقت الذي كان فيه الجيش العربي السوري بصدد مد نفوذه إلى الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب، والذين أخلوا بالاتفاق المبرم القاضي بمغادرتهم تلك الأحياء إلى ريف حلب الغربي.

وأوضح المراقبون أن الهدف من توقيت الهجوم، الذي خطط ومهد له الجيش التركي نارياً، إعطاء انطباع بصحة “صفقة” حلب مقابل الباب، والتي تم تعديلها إلى الباب مقابل ما تبقى من أحياء المسلحين في حلب إلا أن الرياح جرت بخلاف ما تشتهيه السفن التركية، حيث تمكن “داعش” من استرداد ما خسره بهجوم معاكس، بينما نكص المسلحون بما قطعوه وعرقلوا اتفاق خروجهم بالتوازي مع خروج أطفال ونساء ومصابي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بادلب.

وصباح اليوم تقدمت “درع الفرات” من الجهة الشمالية الغربية لمدينة الباب السورية إثر غارات جوية بالطيران الحربي التركي وقصف مدفعي للجيش التركي استمر منذ ليل أمس، واستطاعت السيطرة على جبل الشيخ عقيل ومشفى الباب الوطني الواقع غربي المدينة، إلا أن التنظيم عاد وشن هجوماً معاكساً استخدم فيه ثلاث مفخخات ضربت قوات “درع الفرات” ملحقة خسائر بشرية كبيرة في صفوفها، ولترغمها على الانسحاب من الجبل والمشفى، بحسب مصادر أهلية من الباب لـ “الوطن أون لاين”.

وأشارت المصادر إلى أن سلاح الجو والمدفعية التركية تسببا بمقتل 7 مدنيين وجرح أكثر من 30 آخرين من مدينة الباب في الـ 24 ساعة الماضية بسبب كثافة القصف لإتاحة الفرصة لـ “درع الفرات” لتحقيق تقدم لكن من دون جدوى في الوقت الذي أكدت مصادر أهلية أخرى لـ “الوطن أونلاين” أن الميليشيا التابعة والمدعومة من أنقرة لم تتمكن من السيطرة على جبل الشيخ عقيل والمشفى الوطني بحسب ما روجت وسائل إعلام معارضة محسوبة عليها.

وكانت “درع الفرات” أعلنت قبل أيام عن بدء المرحلة الثانية من السيطرة على مدينة الباب بعد أن قادت المرحلة الأولى إلى السيطرة على ريفيها الشمالي والغربي متقدمة من بلدة الراعي الحدودية والتي سيطرت عليها مع الشريط الحدودي التركي الذي يصل البلدة مع مدينة جرابلس شرقا وبطول 50 كيلو متر بعد إطلاق عملياتها العسكرية في 24 آب الفائت.

وتستهدف تركيا من العمليات العسكرية لـ “درع الفرات”، بعد أن سيطرت على مدينة جرابلس، مد نفوذها إلى مدينة الباب ثم مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات “سورية الديمقراطية”، التي تشكل وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية معظم قوامها، وذلك بغية منع وصل أقاليم الإدارة الذاتية الكردية، والتي تشكل زوايا مثلثها مناطق الجزيرة وعين العرب وعفرين، مع بعضها بعضاً للحؤول دون قيام حكم ذاتي كردي عند الحدود الجنوبية التركية.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock