المقالات المترجمة

باحث في معهد واشنطن: بديل عاجل لمنع أردوغان من إنهاء الديمقراطية في تركيا

كتب مدير الأبحاث التركية في معهد واشنطن، سونر كاغابتاي، مقالاً تحليلياً، رأى فيه أن استفتاء السادس عشر من نيسان الذي وسع سلطات أردوغان الى حد كبير، لا يبشّر بالخير لمستقبل تركيا، إذ أصبح أردوغان المسؤول التركي الأكثر نفوذاً منذ تأسيس تركيا الحديثة مِن قبل مصطفى كمال أتاتورك في عام 1923. ولكن في حين أنّ نصف الشعب التركي معجب بأردوغان، إلا أن النصف الآخر يمقته. وهنا تكمن الأزمة التركية الراهنة.

وأشار مؤلف كتاب “السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة” في مقاله إلى أن سبب هذا الاستقطاب في البلاد يعود إلى سياسة أردوغان الشعبوية. وحيث شغل منصب رئيس وزراء تركيا في الفترة بين عامي 2003 و 2014 ورئيس الجمهورية بعدها، شوّه أردوغان سمعة شريحةٍ من الناخبين واتخذ إجراءات صارمة بحقهم، بدءاً من الأكراد والديمقراطيين الاشتراكيين ووصولاً إلى اليساريين والليبراليين، الذين من غير المرجح أن يصوّتوا له، وذلك من أجل تعزيز قاعدته اليمينية والإسلامية والقومية.

وبين كاغابتاي أن الاستراتيجية الانتخابية لأردوغان ولّدت استقطاباً عميق الجذور في البلاد، إذ أن مؤيديه المحافظين، الذين يشكلون حوالي نصف سكان تركيا، احتشدوا حوله بحماسةٍ للدفاع عنه، في حين يسود استياءاً واسعاً من سياسته في صفوف النصف الآخر، الذي عانى من إجحافه. وعلى نحو متزايد، هناك القليل من الأرضية المشتركة بين هذين الجمهوريين الانتخابيين.

وقد أصبح أردوغان استبدادياً بصورة تدريجية، إذ حرص شيئاً فشيئاً على إبقاء الساحة السياسية غير متّزنة من أجل تفادي إفلات السلطة من يديه. وأفادت “منظمة الأمن والتعاون” في أوروبا، وهي هيئة أوروبية ترصد الانتخابات، في تقريرها الأولي حول الاستفتاء التركي أنّ حكام المقاطعات عمدوا إلى التطاول على “الحقوق والحريات الأساسية” عبر استخدام “حالة استثنائية من السلطة في حالات الطوارئ” التي أعلنها اردوغان في أعقاب الانقلاب الفاشل عام 2016، لتقييد “حرية التجمع والتعبير”.

وأشار كاغابتاي إلى أن المعارضة التركية رفعت نتائج الانتخابات إلى المحاكم، وطلبت أيضاً من مجلس الانتخابات فى البلاد الغاء الاستفتاء. إلّا أنّ المؤسسات التركية متحفظة جداً عندما يتعلق الأمر بإلغاء الانتخابات أو قلب نتائجها. وبالنسبة لأردوغان ومؤيديه فقد انتهى السباق. وبعد ذلك، سوف ينتقل إلى إعادة تشكيل تركيا على صورته.

منوهاً بأنه من غير المرجح أن يتمكّن أردوغان من فرض رؤية الإسلام السياسي الخاصة به على المجتمع التركي بأكمله، الذي يتألّف من مزيجٍ من الجماعات الاجتماعية والسياسية والعرقية والدينية، والكثير منهم يعارضون جدول أعمال أردوغان، وفي الاستفتاء صوّت العديد من سكان المدن على طول ساحل البلاد بأعداد هائلة ضد أردوغان، حتى أنه خسر دعم مدينة اسطنبول، مسقط رأسه والعاصمة التجارية للبلاد.

وختم كاغابتاي مقاله بأنه من أجل التقدّم نحو بديلٍ مجدي لأردوغان، يتعين على الحركة المعارضة المستقبلية في تركيا أن تجمع بين الجناح السلمي للحركة القومية الكردية والأتراك العلمانيين والأتراك القوميين المناهضين لأردوغان وجناح يمين الوسط المؤلّف من الأتراك المحافظين تحت قيادة “أتاتورك” خاص بها، يكون زعيماً يتمتع بشخصية كارزماتية على الأقل من حيث المبدأ، وذو رؤية توحيدية وكونية ليبرالية. ولم يظهر بعد هذا القائد التركي، إلا أنّه لا بدّ من أن يظهر عاجلاً وليس آجلاً لكي يمنع أردوغان من إنهاء الديمقراطية تماماً في تركيا.

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock