العناوين الرئيسيةعربي ودولي

أكّد أنه لن ينسينا الجولان.. المفتاح لـ”الوطن”: تطبيع الإمارات علاقاتها مع الكيان خيانة موصوفة وهو رد على موقف سورية الأخير بأن القضية الفلسطينية تُولى الصدارة

وصف مدير عام “مؤسسة القدس الدولية – فرع سورية”، خلف المفتاح، تطبيع الإمارات العربية المتحدة علاقتاها مع كيان الاحتلال الصهيوني بأنه “خيانة موصوفه” ، وهو قرار أميركي نفذته أبو ظبي، مؤكداً أن ما حصل لن ينسينا بأن الجولان أرض محتلة، معتبراً أنّ ما قامت به الإمارات بهذا التوقيت هو رد على موقف سورية الأخير وحديثها أنها استعادت عافيتها وأنها ستولي القضية الفلسطينية الصدارة.

وقال المفتاح في تصريح خاص لـ«الوطن» اليوم الجمعة: «بالتأكيد هذا القرار الإماراتي ليس تطبيعاً وإنما توصيفه هو خيانة موصوفة لأنه يعني التنكر لآلاف الشهداء الذين قضوا في سبيل تحرير فلسطين منذ عام 1936 قبل قيام كيان الاحتلال الصهيوني وحتى الآن».

وأوضح المفتاح أن خطورة ما قامت به الإمارات وكيان الاحتلال يأتي في وقت تم فيه استغلال حالة عدم التوازن والظرف الإقليمي لوجود صراعات في كل دولة عربية بعدما تم إخراج مصر من المعادلة وهي تعاني اليوم من عدوان تركي هي وليبيا وقطع المياه من أثيوبيا، لافتاً إلى أنّهم وجهوا  لسورية كل أدوات الإرهاب بهدف تدمير الدولة وإخراج الجيش العربي السوري من المعادلة الإستراتيجية وبالتالي من محور المقاومة، كما أن العراق يعيش صراعاً وعدواناً، ولبنان أيضاً غير مستقر حالياً.

وأشار المفتاح إلى أنّ ما حصل هو قرار أميركي نفذته الإمارات خدمة للكيان الصهيوني لأن وضع الرئيس دونالد ترامب الانتخابي غير مريح، فهو يريد أن يكسب اللوبي الصهيوني إلى جانبه لكون التاريخ يثبت بأن الأخير يصوت إلى جانب الحزب الديمقراطي، لافتاً إلى أن ترامب يريد من تطبيع الإمارات مع إسرائيل سلماً ،العودة إلى البيت الأبيض ويجعل القضية الفلسطينية في البازار الانتخابي الأميركي.

وقال المفتاح: «إنّ التطبيع مع العدو الصهيوني يعني أننا كنا على خطأ وأن فلسطين هي لليهود وبالتالي يثبت المقولة التاريخية لليهود أن فلسطين أرض بلا شعب واليهود شعب بلا أرض، ومن ثم هو اعتراف بهذه المقولة وتنكر لكل حقوق العرب بأن فلسطين أرض عربية محتلة وبالتالي ليست مجالاً للاعتراف أو المساومة».

وأوضح بأن تطبيع بعض الدول العربية يعني أننا قدمنا لإسرائيل على طبق من ذهب بأن فلسطين لها وهذا يؤكد مضمون وعد بلفور، معتقداً أن الإمارات ستكون بوابة لدول أخرى، وأضاف:  “هذا يعني أننا نقول للإسرائيليين  إننا كنا على خطأ خلال السبعين عاماً وبالتالي سيطالبوننا بتعويضات عن ما قدموه من ضحايا، هم يصبحون شهداء ونحن نصبح قتلى وإرهابيين، لأننا كنا نعادي دولة هي صاحبة حق في فلسطين”.

وأشار المفتاح إلى أن السبب فيما وصلنا إليه هو توقيع اتفاق «كامب ديفيد» أولاً، وقبول منظمة التحرير الفلسطينية لـ«اتفاقية أوسلو» ثانياً، ما حوّل الصراع مع كيان الاحتلال من صراع علاقة على فلسطين إلى نزاع على الأرض، الأمر الذي فتح المجال لذلك.

وشدد المفتاح على ضرورة تعزيز وتوحيد الصف الفلسطيني وأن تعاد الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، إضافة إلى العودة والقول بأن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني وليست نزاعاً على الأرض، وإلى الاستفادة من الدعم العالمي وحتى في أوروبا للقضية الفلسطينية من أجل تفعيل ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي الإقرار بوجود دولة فلسطينية على قرار التقسيم رقم 171 عام 1947.

وركز المفتاح على ضرورة عقد لقاء للقوى الفلسطينية والقوى المقاومة ووجود حراك لمحور المقاومة وآخر إعلامي لتوضيح مخاطر ما يجري، مؤكداً أن الرد يكون عبر الشارع العربي والعالمي حتى يحول دون أن يقوم آخرون غير الإمارات بالتطبيع وبالتالي تنتهي القضية  الفلسطينية.

وقال المفتاح: «يجب ألا ننسى بأن الجولان أرض محتلة وهذا سيؤثر على حقوقنا أيضاً في استعادته ونحن أيضاً ضحينا في فلسطين، والرئيس بشار الأسد في خطابه قبل يومين أشار إلى أن القضية الفلسطينية قضية مركزية وأن الجولان سوف يعود».

وأضاف: «إن ما قامت به الإمارات بهذا التوقيت هو رد على موقف سورية وحديثها بأنها استعادت عافيتها وأن القضية الفلسطينية ستوليها سورية الصدارة».

وعن سبب غياب ردة فعل إماراتي داخلي، أوضح المفتاح سبب ذلك أن نظام الحكم الإماراتي لا يعبّر عن إرادة شعبية وإنما يستمد قوته من أميركا والعمالة ، وهذه مشكلة ديمقراطيات الوطن العربي أن الأنظمة ليست نتاج حالة ديمقراطية ، وأنظمة الخليج موجودة كدور وظيفي تستخدم فلسطين كأداة من أجل كسب ود أميركا، مشيراً إلى أنّ وصول إسرائيل إلى حدود إيران يهدد الأمن الإقليمي ويدخل المنطقة في صراعات.

وختم المفتاح: بالتأكيد أن القدس هي الوطن الروحي لمئات الملايين من المسلمين والمسيحيين، ومن ثم القضية الفلسطينية هي ليست قضية الفلسطينيين فحسب وإنما قضية العالم العربي والإسلامي، وهي ليست حكراً على الكيان  أو أي دولة من هذه الدول.

قصي أحمد المحمد – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock