منوعات

(أم عطا) شجرة الزيتون الفلسطينية

عندما يكون العمل متكاملاً سواء بالسيرة الشخصية، أم بالقصة والأحداث، وحتى بالشخصيات التي تدور حول الشخصية الأساس، مع الكثير من العناصر التي تُكسب المسلسل شرط الفرجة الجماهيرية المطلوبة، هنا نقول بأن العمل الدرامي حقق الغاية المرجوة و المنشودة من الإنتاج و توق المتابعة على حدّ سواء.
الكلام يعود لمسلسل(حارس القدس) إخراج باسل الخطيب وتأليف حسن م. يوسف، إنتاج وزارة الإعلام ـ المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والذي تابعناه بعاطفة وطنية وتأمل روحاني لفضائل الأديان السماوية ونعمها على البشر.
ومن بين الشخصيات التي برعت وصوّرت حقاً أحداثاً واقعية وحتى جعلتنا نذهب بتصور الأحداث ولو كانت ماضية في الزمن نحو القضية الفلسطينية،(أم عطا) الدور الذي قدمته الممثلة آمال سعد الدين وامتدت مشاهده لتسع حلقات، في تجسيدٍ لحياة السيدة الفلسطينية بزّيها الشعبي ولهجتها، بتمسّكها بالمبادئ الوطنية الثابتة وبأرضها الطيبة المشابهة لقلبها، مع حنوّها الكبير كأم بغض النظر عن الانتماء الديني، واجتهادها في تطويع السبل وتقديس العمل، فالفلَاح في الحياة هو دين أيضاً، هذا و تمكّنت سعد الدين في دورها من أن تعزز ثيمة المرأة الفلسطينية في حياتها ونضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الكثير من المضامين والدلالات التي حملها الدور.
و في تصريح خاص لـ”الوطن” عبرت الممثلة آمال سعد الدين عن سعادتها للأصداء التي حصدها مسلسل (حارس القدس)مشيرة بأنها لم تكن محلية وعربية بل وصلت الأصداء الإيجابية والمرحبة بالعمل إلى أصقاع المعمورة، لتتابع حديثها “بالفعل أحببت مشاركتي في المسلسل ولأول مرة لم أقف عند حجم الدور في مشاهده، وخاصة أنني استمتعت بقراءة النص السلسل، وهذه أول مرة لا أحمل نصي الخاص خلال التصوير، كما وأنني حفظته بسرعة،ولم أضطر لتغيير كلمة واحدة لأسهّل عليّ الأداء، وهذا يعود للحس والجهد العالي والمسؤولية التي يتمتع بها الأستاذ حسن م يوسف. وأيضاً أحب أن أضيف بأنّ (أم عطا)تمثّل كلّ أم فلسطينية بحياتها ونضالها وبذل نفسها وأبنائها من أجل القضية الفلسطينية، إذاً هي أنموذج للأم التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي منزلها وقام بإيذاء ابنها، واضطرت للنزوح خارج القدس. وأضيف بأنّ هناك رابطاً قوياً بيني وبين (أم عطا) فعوالمها تشبه عوالمي كثيراً، ولو كنت في ذالك الزمان أو بأي زمان آخر لن أختلف عنها، بل على العكس سأشبهها تماماً بحنانها وثباتها، وحتى موقفها من حيث رفضها التنازل عن بيتها للصهاينة، وبمحبتها الصادقة للآخرين وبمساعدة أي محتاج”.
هذا ولفتت سعد الدين بأنّ (أم عطا)لم تكن شخصية حقيقة عاصرت مسيرة المطران كبوجي، وعن أشد المشاهد التي تأثرت بها خلال الأداء ،علقت بأنه لم يكن هناك مشهد لم تتأثر به أكثر من الآخر، بل عاشتها كلّها بحسّ روحيّ عالٍ، وتتابع: “بالطبع كان أقسى المشاهد مرارة في نفسي مشاهد التهجير، هنا كنت أنا بذاكرتي أستحضر كل الصور القاسية حول هذا الموضوع، وفي المشهد الأخير عندما تفارق (أم عطا) الحياة، وأنا أؤدي دوري كان جسدي يرتجف حقيقة وليس تمثيلاً.
نعم لقد عشت الحالة بكل تفاصيلها، وأنا لا أجد بأنه أمر مبالغ به وخصوصاً أن المرأة السورية عاشت خلال الأزمة مآسي الحرب”.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن مسيرة الفنانة آمال سعد الدين كانت ومازالت غنية بالمحطات الكوميدية والدرامية والمسرحية التي أثرت بنا شديد التأثير، ومنها على سبيل الذكر: يوميات جميل وهناء، عيلة 7 نجوم، ضيعة ضايعة، بقعة ضوء، السراب، المفتاح، ببساطة.
هذا إضافة لعطائها الكبير للأطفال من خلال مشاركتها بالدبلجة لأعمال عدة، واستمرارها في أداء شخصية “كونان” عبر أجزائه الستة.

الوطن – سوسن صيداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock