إعادة تأهيل صناعة الأسمنت تمهيداً للإعمار .. فضيلة لـ”الوطن”: ستشكل رقماً صعباً في السوق المحلية

على هامش منتدى الاستثمار السوري- السعودي الذي شهدته دمشق كشف المدير العام للشركة العامة لصناعة الأسمنت “عمران” في سوريا محمود فضيلة عن الشراكة التي أقامتها الشركة مع مجموعة أسمنت الشمالية في السعودية، بقوله: بداية نتحدث عن مناخ منتدى الاستثمار السوري- السعودي الذي يعتبر من أكثر الخطوات جدية على أرض الواقع ويؤسس لمرحلة إعادة الإعمار في البلاد، وذلك لأنه يشارك فيه عدد من رجال كبار الأعمال السعوديون الذين يحظون بالدعم الكبير من القيادة السعودية، مما أعطى هذا المنتدى قيمة مضافة من التفاؤل والجدية والأمل في دعم مرحلة إعادة الإعمار.
وفي تصريح لـ “الوطن” أضاف فضلية: “لم تكن رسالة المنتدى اقتصادية فقط، وإنما كانت ذات مضامين معنوية تؤكد على وحدة المصير بين البلدين، وشكل تجسيداً حقيقياً للإخوة بكل ما تحمله من معنى بين البلدين، وهذا ما لمسناه في شعار المنتدى الذي حمل شعار السعودية “السيفين المتقاطعين” والسيف الدمشقي، وهذا يعبر عن قوة دافعة للاقتصاد السوري، وإن شاء الله سنرى ثمار هذا المنتدى قريباً جداً ، لأن المشاريع التي طرحت تشمل جميع القطاعات العامة والخاصة، والخطوة الاولى ستكون سريعة لبناء املا حقيقيا في البناء”.
وتابع قائلاً: أما بالنسبة لقطاع الإسمنت فهو يشكل أحد أعمدة قطاع الاقتصاد الوطني، حيث لا يوجد إعمار بدون قطاع الاسمنت.
وأشار إلى أنه اليوم وزارة الاقتصاد والصناعة تستثمر في هذا القطاع بأعلى جودة وبأدق التفاصيل، وبعد تحليل واقع صناعة الأسمنت وما كانت عليه أيام النظام البائد، والفساد المستشري في هذا القطاع الذي أدى إلى تدمير صناعة الأسمنت وتخلفها في سوريا، مضيفاً: لذلك رأينا أنه لوقف الفساد والسرقة وزيادة الطاقة الانتاجية، وحتى لا يتم إيقاف المعامل وجدنا أنه من الأفضل البحث عن حل مرحلي وآني يضمن تشغيل المعامل بأقل الخسائر وتحقق زيادة في الأرباح.
وبالنسبة للعقد مع مجموعة اسمنت الشمالية السعودية، بيّن فضيلة أنها من الجهات المتخصصة في صناعة الاسمنت ولديها براءة اختراع في ذلك وتملك خبرات كبيرة في هذا المجال ولديها معامل متنوعة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن المجموعة قدمت مقترحاً يتمثل في أن تبدأ المشاركة الفعلية بدعم الحكومة من خلال معمل عدرا ويكون دور المجموعة هو القيام بعمليات التدريب للكوادر وتطوير العملية الإنتاجية وتخفيف الكلف وإنتاج أكثر من نوع غير متوافر حالياً لدينا من الأسمنت، ووضع مناهج للتركيز على رفع القيمة العلمية لإنتاج الاسمنت لدى الكوادر، وتدريس طرق خفض التكاليف بالإضافة إلى الاستفادة من عمليات الفلترة والأثر البيئي لها، وكيفية الوصول إلى أعلى ربحية في أقل كلفة في عمليات الطحن فقط.
وأضاف فضيلة: في المرحلة الراهنة ونتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة في سوريا وعدم قدرة شركة الاسمنت على المنافسة في ظل السوق المفتوحة للتنافسية ارتأت الشركة استيراد الكلينكر من بلدان تدعم الطاقة وتقوم معامل الشركة بطحنه ريثما يتم حل مشاكل الطاقة في سوريا.
وعن الخارطة الاستثمارية الخاصة بقطاع الاسمنت، بين المدير العام أنه تم البدء بطرح ملف مطاحن معمل طرطوس وتقدمت أكثر من عشر شركات لاستثمار المطاحن بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، وهي تغطي حاجة الساحل، أما معمل عدرا فستكون هناك تشاركية مع مجموعة أسمنت الشمالية، وفي الرستن سيتم أيضاً إعلان استثمار المطاحن.
وتابع قائلاً: بالنسبة لمعمل حماه سيدخل عملية إعادة تأهيل.
وأكد فضلية أن صناعة الاسمنت ستكون من الصناعات الحديثة وبتقنيات عالية وننسى الماضي، مشيراً إلى أنه يتم العمل على تطوير إنتاجنا من كل النواحي سواء الفنية أو الإدارية أو المالية وستكون هناك رواتب مجزية لمن يعمل في صناعة الاسمنت، وبالتالي ستكون صناعة الاسمنت المحلية رقماً صعباً في السوق السورية.
محمود الصالح- الوطن