منوعات

إن لم نُعط الفرصة فسنقول: المحترفون من الخارج لديهم المهارات … الماكيير الخطيب لـ«الوطن»: أنقل موهبتي إلى وجوه الناس

عندما نجلس أمام شاشة التلفاز أو السينما أو أمام خشبة المسرح لمتابعة أي عرض، ما يثير الاستخفاف في أنفسنا للحظات عابرة، هو أننا قمنا بطريقة غير مباشرة ببرمجة عقولنا بأن ما نراه هو تمثيل بحد ذاته، فالاستخفاف من هنا، لأننا نفزع ونرتعب، وبصدق، ظناً منا بأن المعروض هو حقيقي، ولكن هنا سنقتصر على الحديث عن المكياج في المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية، التي تقوم على عناصر أساسية.

خدع.. بأموال طائلة
الخدع.. الإبهار.. المؤثرات الصوتية أو السمعية.. كلّها عناصر أو أدوات يتم استغلالها بطرق غنية جداً بقواعد الحساب والتكنولوجيا وغيرها من العلوم كي تصل إلى دقة عالية من حيث الزمن والحركة والصوت وحتى نسبة الضوء…. إلخ، مما هو مطلوب من المشاهد التي يتم تصويرها، وفي النهاية كي تحقق هذه المشاهد الغاية المنشودة في إبهار المتلقّي، واليوم أصبحت هذه الأدوات من أهم مقومات الأعمال المذكورة بغرض الإنعاش الدائم للصناعة الدّرامية أو السينمائية، والمضي بها نحو تحقيق الاكتساح العالمي من حيث المتابعة والمشاهدة أولاً، ومن ثم الحصول على الجوائز في المهرجانات العالمية والأوسكارات ثانياً، وفي النتيجة تحقيق هدف هو الأكبر ويعتبر الأهم في كل مساعي رواد هذه الصناعات الحثيثة وهو الحصول على التسويق التجاري الناجح ومن ثم الأرباح. بالعودة إلى الخدع، كلّما أثارت الإبهار والدهشة فينا كانت صادقة وبالتالي حقيقية، هذه الثواني لا تعبُر هكذا لأنها تتطلب زمناً طويلاً من الأيام والساعات والليالي، مع جهد جبّار ومضن وتكرار غير محدود في المحاولات لأنه كما قلنا الدقة ضرورية وكل أمر محسوب، هذا حال الغرب في مزاولته لصناعة كهذه توهم المُشاهد بهول المنظر وحقيقته كحريق نار في منزل والع أو حادث سير مرّوع أو دم منثور أو طعنة سكين وغيرها الكثير.

المؤثرات.. من العالم إلى سورية
في إطار المنافسات الجادة لتحقيق أكبر شعبية عند المتلقين نجد دائماً من هم جنود مجهولون في خلق هذه المؤثرات أو إبداعها، ولهذا أيضاً تصبح المنافسات مشروعة بين الشركات المنتجة للحصول على من هم من ذوي الكفاءة والخبرة والأفكار الجديدة والمتطورة، ومن بينهم ما نطلق عليهم مصطلح «الماكييرية»، وهم من يقومون بوضع المكياج للممثلين بحسب المشاهد السينمائية أو الدرامية بما تتطلبها من جروح مثلا أو دماء أو كدمات أو الظهور بمظهر متقدم في العمر…….. وبالطبع الحالات لا تُعد ولا تُحصى، وعن واقع الحال لدينا في سورية حول هذه الصنعة أو الحرفة تحدّث لنا الماكيير محمد توفيق الخطيب عن هذا الفن قائلاً: «أنا أرسم والرسم جزء مني وأردت نقل موهبتي إلى وجوه الناس كي تعبّر عن فني من خلال ملامسة وجوههم، وهذا الفن يحتاج أن تكون صاحب روح وأن تنقل هذه الروح إلى الحالة الحسيّة، وفي مجالي من الرسم إلى التجميل، إلى تثبيت التجميل، وكان بدأ هذا العمل منذ سنتين تقريباً ولكن كهواية، ولكن في عمل جدّي شاركت كـ«ماكيير عادي» في مسلسل أزمة عائلية مع المخرج هشام شربتجي بالإضافة إلى العديد من الفيديو كليبات العربية، وفي الوقت الحالي يتم التفاوض مع مخرج مصري للمشاركة في تصوير فيلم رعب مصري وهذا جانب أنا أحبه جداً ومساحة الإبداع فيه أكبر».

ضعف الدعم المحلي
المؤثرات بالعموم وما تحتاجه وما ستقدمه في سورية ما زالت أمراً لا مجال لمقارنته مع الغرب ولكن برأي الجميع إن المحاولات كانت خجولة إلا أنها جيدة مقارنة بما هو متاح، هذا ما أكده الماكيير الخطيب «في الواقع هذا الفن معتّم عليه محلياً، رغم أنه لدينا الكثير من المواهب والمحترفين السوريين، ولكن وللأسف الشديد لم تُتح لهم الفرصة كي يتقدموا، وللأسف الشديد المنتجون أو المخرجون يأتون بمحترفين من خارج سورية أو يكتفون بعمل الماكيير العادي وهذا يؤدي إلى عدم احترافية العمل وبالتالي يكون العمل بعيداً عن الواقع، والصعوبات التي تقف في طريقنا هي في الوصول إلى شركات الإنتاج والمخرجين والتعامل معهم، كما أن هناك ضعفاً مادياً في دعم مجال أو نوع كهذا من الفنون، نحن لدينا الإمكانات الفنية اللازمة لإثبات جدارتنا في كثير من المجالات، وإن لم تُعط لنا الفرصة فسنبقى نقول إن المحترفين من خارج سورية هم من لديهم المهارات والإمكانات».

سوسن صيداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock