إيجارات طرطوس ترتفع من دون ضوابط

في وقت يشهد فيه سوق العقارات جموداً كبيراً نتيجة تراجع حركة البيع والشراء، إلا أن إيجارات العقارات في محافظة طرطوس ترتفع رغم الظروف المعيشية الصعبة.

عدد من أصحاب المكاتب العقارية بطرطوس أكدوا أن إيجارات العقارات لاتزال في حال تصاعد مستمر سواء للمنازل أم المكاتب أو المحال التجارية، فإيجارات المنازل تبدأ بمليون ونصف، والبعض من أصحاب تلك العقارات رفع الأجرة في الآونة الأخيرة رغم تردي أحوال الناس المادية ما أدى لخروج العديد من العوائل من تلك البيوت، كحال منزل خالٍ من الأثاث ولا تتجاوز مساحته التسعين متراً تبلغ قيمة أجرته السنوية 18 مليون ليرة، بينما الأكبر قليلاً تبلغ في الشهر مليونيان ونصف المليون، أي 30 مليوناً في العام، وهي أرقام تتجاوز قدرة الكثير من العوائل، ولاسيما في هذه الأحوال والتي تراجعت فيها المداخيل بشكل كبير سواء نتيجة فصل البعض من العمل أم تراجع الحركة الاقتصادية بجمود الأرصدة البنكية وتراجع القدرة الشرائية.

كما أكد تجار في سوق النسوان الشعبي أن أصحاب المحال رفعوا الإيجارات بنسبة 25 بالمئة، علماً أن البيع والشراء تراجع بنسبة 60 بالمئة نتيجة غياب أبناء القرى عن المدينة في ظل الأوضاع الأمنية الحالية، وبالرغم من ذلك قام العديد من أصحاب العقارات بزيادة مفاجئة للإيجارات مع التهديد بالإخلاء.

ولفت تجار آخرون إلى أن طمع أصحاب العقارات نتيجة حاجة الناس لها من جهة وصعوبة شراء لعقارات من جهة أخر ى نتيجة غياب التسجيل العقاري وعجز الشباب والعوائل عن شراء عقار، إضافة إلى انخفاض قيمة الدولار بالسوق بعد سقوط النظام البائد، ضاربين مثلاً أن منزل كان يُؤجّر بقيمة مئة دولار في السابق، كانت تعادل مليون ونصف، بينما اليوم تقرب من المليون فقط، ما دفع العديد من أصحاب العقارات إلى طلب المزيد عن تجديد العقود ليصبح مئتي دولار لتعادل نسبة أرباحهم.

وأشاروا إلى أن هناك الكثير من العقارات المطلوب بيعها في العديد من المكاتب العقارية نتيجة تزايد حركة السفر والهجرة والحاجة المادية لعوائل فقدت وظائفها، ولكن الإيجارات تبقى أقل بشكل كبير، ولاسيما بالنسبة للمنازل قياساً بطلب السوق اليوم.

واعتبروا أن سوق العقارات اليوم بأسوأ حالاتها وهناك انخفاض كبير في أسعارها، وبالتالي هذا يتنافى مع ارتفاع الإيجار لأنه في السابق كان المالك يتحجج بقيمة العقار المرتفعة قياساً بإيجاره، ولكن اليوم لم نشهد انخفاضاً طردياً بمحافظة طرطوس وهذا يعود للطلب وتمسك المستأجر بالعقار وصعوبة نقل الأثاث في ظل ارتفاع النقل وصعوبة إيجاد البديل.

طرطوس _ ربا أحمد