اختتام “ملتقى النحت الأول لدعم الفنانين الشباب”.. عبد الحميد لـ”الوطن”: نقوم على دعمهم مادياً ومعنوياً وفنياً

أقيم ظهر اليوم حفل ختام “ملتقى النحت الأول لدعم الفنانين الشباب” في المركز الوطني للفنون البصرية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع جامعة دمشق، بهدف التعريف بأهمية فن النحت ودوره في تعزيز الهوية البصرية السورية، وقدرته على دمج الفن في نسيج الحياة العامة من خلال تجارب ثقافية مبتكرة وفعاليات إبداعية وفنية مختلفة قدّمها مجموعة من الشباب الذين وضعت الوزارة ضمن خطتها مهمة رعاية مواهبهم ودعمهم.

وقد استخدم الطلاب الخشب خامة أساسية في أعمالهم، واستخدم البعض منهم الكروم وآخرون المعادن. واعتمد الطلاب مدارس فنية متنوعة، وكذلك كانت الموضوعات، فبعضها جاء من وحي الخيال، وبعضها الآخر تجسد من الواقع، وأخرى من التراث، في تأكيد أهمية هذا الفن وقدرته على البوح على الرغم من صمته.
إمكانيات كبيرة
في تصريح خاص لـ”الوطن”، كشف مدير الفنون الجميلة في دمشق، وسيم عبد الحميد أنه سيتم عرض الأعمال المشاركة في الملتقى ضمن معارض استعادية أخرى، ولاسيما أن الملتقى اليوم يأتي ضمن خطة وزارة الثقافة لعام 2025 التي ستستمر في 2026 ويتم العمل على تطويرها أيضاً، وهي تركز على دعم الفنانين الشباب، بحيث وضعت الوزارة إمكانيات كبيرة لدعمهم وتقديمهم للمجتمع، خاصة أنهم كانوا وما زالوا يعانون ظروفاً مادية صعبة في بداية انطلاقهم، ونحن نقوم على دعمهم مادياً ومعنوياً وفنياً.
وقال: “هذا الملتقى لم يكن الأول من نوعه، وقد قدّمنا في وقت سابق ملتقى باختصاص التصوير، وآخر باختصاص الرسم، وسيتم لاحقاً إقامة ملتقى لطلاب الغرافيك، كما نسعى إلى دعم الطلاب في كل الاختصاصات.
وأعلن نية الوزارة إطلاق عدد من الفعاليات في العام القادم يجري التحضير لها منذ عدة أشهر، منها المعرض السنوي الذي سيكون برؤية مختلفة، ولهذا السبب تم إيقافه هذا العام، لتكون الانطلاقة متميزة بمجموعة من الفعاليات التي تدعم الفنانين وتقدم لهم العون، لافتاً إلى ضرورة التشبيك مع المؤسسات والهيئات والفعاليات التي تهتم بدعم الفنانين الشباب.
عشرة طلاب
من جانبها توجهت المشرفة على عدد من الطلاب د. بتول خوندا بالشكر لوزارة الثقافة التي ترعى دوماً مثل هذه الفعاليات، ولاسيما أن ما يميز هذا الملتقى هو التعاون بين الوزارة وجامعة دمشق التي تمثلت في كلية الفنون الجميلة.
وقالت: “اخترنا عشرة طلاب من النخبة ضمن فئتين، ضمت الأولى المتمرسين وأصحاب الخبرة، بينما ضمت الثانية من لم يسبق لهم تقديم أي عمل فني سابق، وجميعهم قدّموا أعمالاً مهمة نقف أمامها طويلاً، وقد لمسنا التنوع في الخبرات لكي لا يتم تكرار الأسماء ذاتها في كل مرة لنفسح المجال للدماء الجديدة، وقد أثمرت هذه التجربة إذ تمازجت الخبرات بين الفئتين، ليأتي المعرض اليوم ختاماً لملتقى استمر عشرة أيام قدّمنا من خلاله ما أبدع هؤلاء الطلاب، والمعرض بالنسبة لي جيد جداً بنتائجه وعمقه، ويعد مدخلاً لتعاونات لاحقة كثيرة مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة.
الطموح الجامح
المشاركة بتول حباق التي قدمت عملاً واحداً سمته “الطموح الجامح” أكدت أن الفكرة جاءت من أسطورة إغريقية تجسد مفهوم الطموح وتعبّر عن تجاوز حدود الأمان من دون التفكير بالعواقب السلبية. وقالت: “واجهتنا بعض الصعوبات في اختيار الموضوعات، ولكن بعد التشاور والنقاشات مع المشرفين اعتمدنا هذا العنوان الذي وجدت فيه حرية التعبير والانطلاق في الفضاء من دون حدود، ليثبت الفن التشكيلي السوري خلال كل ما عاشته البلاد أن الفنان السوري قوي ومتجدد في سورية والعالم.
الرمق الأخير
بدوره، أوضح المشارك محمد مجد عاشور أن لوحته “الرمق الأخير” أو “النفس الأخير” جسدها بحيوان وحيد القرن الذي يحارب من أجل البقاء، ولاسيما أنه حيوان مهدد بالانقراض، وهذه سجية أي كائن حي بطبيعة الحال، فالإنسان أيضاً كذلك، وهو ما يعبّر عما عاشه السوريون خلال السنوات الأخيرة.
مصعب أيوب