العناوين الرئيسيةمنوعات

استذكار أرواح المعتقلين والمغيبين قسراً في المتحف الوطني بدمشق

استعاد الفن السوري بالريشة والموسيقا ملف المعتقلين والمغيبين قسراً، في الفاعلية التي انطلقت بمتحف دمشق الوطني تحت عنوان “ثلاثة أيام من الفن والذاكرة”.

الفاعلية التي ترعاها وزارة الثقافة قدمت لزائريها في يومها الأول معرضاً فنياً مميزاً بعنوان “لمن لم يُذكر.. ولن يُنسى”، للفنانة رانيا النجدي، التي جسدت من خلاله مشهداً مؤثراً عبر طائرات ورقية متدلية من سقف القاعة، تعبيراً عن الحرية والذاكرة، ومستحضرةً أرواح المعتقلين والمغيبين قسراً على يد النظام البائد، في لوحة فنية تناغمت مع أصالة وجمالية القاعة الشامية في المتحف.

كما شهدت الفاعلية عزفاً حياً لعازف الكلارينيت السوري العالمي كنان العظمة، الذي قدم ثلاث مقطوعات موسيقية من تأليفه خلال 22 دقيقة، مستوحاة من الثورة.

يذكر أن الفاعلية التي توقفت حداداً على أرواح ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، ستتابع فاعلياتها يوم الخميس القادم من خلال نشاط كتابة رسائل من أهالي المعتقلين والمفقودين، وجلسة حوارية عن أثر الغياب وأهمية الذاكرة والعدالة، على أن يعرض أيضاً في إطارها الفيلم الوثائقي “عيوني” للمخرجة ياسمين فضة يوم الجمعة القادم.

النجدي التي اعتقلها النظام البائد ثلاث مرات، اعتبرت الفن أقرب طريقة لإيصال رسالة صحيحة ونبيلة، مشيرة إلى أن قضية المعتقلين تلامس قلبها بشكل مباشر ولا سيما بعد أن فقدت أقرب صديقاتها التي استشهدت في معتقل صيدنايا.

وقالت في تصريح خاص لـ”الوطن”: “أتمنى أن يصل صوتنا ونروي جميع حكايات الذين غُيّبوا قسراً كي نصل إلى مرحلة نستطيع معرفة مصير كل واحد منهم، والأمر لا ينحصر فقط بمن قضوا، بل هنالك ناجون بحاجة إلى عناية صحية ونفسية وتنمية اجتماعية وما إلى ذلك”.

أما الناشطة وفاء مصطفى، الصديقة المقربة للنجدي، فأكدت أن كل مجسم على شكل طير جرى صنعه بحب وألم ليمثّل ذاكرة وقصة وروحاً ومطلباً لعائلة أو شخص أو مجتمع وحتى لبلد بأكمله.

وتابعت: “أنا ابنة علي مصطفى الذي غُيّب على أيدي قوات الأسد عام 2013، وأتمنى أن أقف ذات يوم في ساحة الأمويين لأذكر أسماء جميع الذين غُيّبوا، والذين اعتقلوا واستشهدوا وجميع من لم يصل صوتهم، ونحن اليوم هنا كي نرفع صوتنا عالياً ونقف إلى جانب بعضنا بعضاً، ونقدم مطالبنا للمسؤولين، ولعله من حسن حظنا أننا وصلنا إلى بلدٍ يجلس فيه المسؤول والمواطن تحت سقف واحد ليستمع إلى معاناته ومطالبه، فلا وجود لسلم أهلي من دون عدالة انتقالية، ولا عدالة انتقالية إن لم تعرف كل عائلة من العائلات حقيقة ما حدث لمفقوديهم”.

 

مصعب أيوب

تصوير: طارق السعدوني

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock