الأسعد لـ”الوطن”: كلمة الرئيس الشرع رسالة تأكيد أن سوريا الجديدة ليست مصدراً للأزمات كما صورها نظام الأسد

أوضح الكاتب والباحث الإعلامي منذر الأسعد أنه من المتوقع أن تحمل كلمة الرئيس أحمد الشرع التي سيلقيها اليوم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، دلالات رمزية عميقة، كونها ستكون أول خطاب لرئيس سوري من على المنبر الأممي منذ عام 1967، كما أنها ستعكس تحول سوريا من دولة منغلقة ومعزولة إلى دولة تسعى للعب دور إيجابي وفاعل على الساحة الإقليمية والدولية.
ورأى الأسعد في تصريح لـ”الوطن” أن الكلمة تأتي في سياق مرحلة جديدة تقودها سوريا بعد طي صفحة النظام السابق، الذي أغرق البلاد في عقود من العزلة والصراعات، إذ إن الظهور الأول للرئيس الشرع في نيويورك “قلب الدبلوماسية العالمية”، هو إعلان صريح بأن سوريا استعادت موقعها الطبيعي، وأن المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع دمشق الجديدة باعتبارها شريكاً لا عبئاً، مشيراً إلى أن هذه الرمزية تتجاوز مجرد التمثيل السياسي؛ لتصل إلى تحول في العقل السياسي السوري، من خطاب المواجهة والانغلاق، إلى خطاب الانفتاح والتكامل، دون التفريط بالثوابت الوطنية.
وتوقع الكاتب الأسعد أن يركز خطاب الرئيس الشرع على ثلاثة محاور رئيسية وهي: الاستقرار، والتنمية الاقتصادية، والانفتاح الدولي، مبيناً أنه بذلك يضع خريطة طريق لسوريا الجديدة، التي لا تسعى لتلقي المساعدات، بل لتقديم نموذج اقتصادي وتنموي يعكس إرادة حقيقية للنهضة.
ووفق الأسعد فإن رسالة الرئيس في منبر الأمم المتحدة ستكون واضحة بأن سوريا الجديدة، لم تعد مصدراً للأزمات أو حاضنة للفوضى، كما كان يصورها نظام الأسد خلال 60 سنة من حكم الاستبداد، بل عامل استقرار إقليمي يسعى لتعزيز التعاون العربي والدولي، وهي اليوم تريد أن تُعرف بسوقها الواعدة وجامعاتها التي تخرج العقول الراقية، وبمرافئها ومطاراتها التي تستعد لاستقبال العالم من جديد.
وأوضح أن النقاط الأكثر حساسية في خطاب الرئيس الشرع ستكون الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، في ظل سعي إسرائيل لتقسيم سوريا وتقويض استقرارها ومحاولة الاحتلال بسط نفوذه على المنطقة الجنوبية من البلاد بعد سقوط النظام البائد، مشيراً إلى أنه من المرجح أن تجدد الكلمة تمسك سوريا باتفاق فصل القوات لعام 1974، أو صيغة مماثلة تحفظ حق سوريا وسيادتها، وبالتالي سيقدم الرئيس الشرع موقفاً ثابتاً ومسؤولاً، يعيد القضية إلى طابعها القانوني والدولي.
ونوه الأسعد بالحراك الدبلوماسي النشط للرئيس السوري والوفد المرافق في نيويورك، في مسعى لإعادة بناء الثقة مع دوائر صنع القرار الدولية، حيث تم عقد لقاءات بارزة ومكثفة مع عدد من قادة دول العالم، إضافة إلى مشاركته في قمة كونكورديا، وإجرائه حواراً ناجحاً مع الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بتريوس، ما أثار إعجاب الباحثين والمراقبين والدبلوماسيين.
وحسب الكاتب فإن صورة وصوت سوريا الجديدة على منبر الأمم المتحدة اليوم، ستكون من خلال رئيس سوري يتحدث بثقة وبلغة تنموية، ليؤكد أن دمشق لم تعد مرهونة بلعبة المحاور، ولا تحكمها الشعارات، بل رؤية واقعية تنبع من الداخل، وتُطرح على الخارج بشفافية، لتكون شريكاً في لعب دور فاعل ومتزن في صياغة مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة.
الوطن