البالة تزاحم الألبسة الجديدة في الأحياء الراقية في حلب

زاحمت محال البالة نظيراتها التي تعرض الألبسة الجديدة في الأحياء الراقية بالشطر الغربي من مدينة حلب جراء إقبال المتسوقين على مقتنياتها، والتي حلقت أسعارها مدفوعة بارتفاع سعر صرف الليرة السورية.
وفيما تمركزت المحال التي تبيع الألبسة المستعملة المستوردة في محلة باب جنين وسط المدينة التجاري قبل الأزمة، اضطر أصحابها الى نقلها خلال سنوات الحرب إلى الأحياء الآمنة لوقوعها على خطوط تماس المدينة مع شطريها الجنوبي والشرقي إلا أنهم وجدوا في تلك الأحياء ضالتهم ومصدر رزقهم فآثروا البقاء فيها بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمان إلى المنطقة والقسم الشرقي من المدينة نهاية ٢٠١٦.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المحال التجارية وبدلات إيجاراتها ورهنها غربي المدينة خلال الحرب وفي سنوات الاستقرار التي أعقبتها إلا أن الإقبال عليها من المشتغلين ببالة الألبسة زاد في السنتين الأخيرتين، وشهدت الأسواق التجارية في أحياء الفرقان والموكامبو وشارع النيل افتتاح العديد من محال البالة، في مؤشر على نجاعة الفكرة وجدواها الاقتصادية.
يقول صبحي، صاحب محل بالة في الفرقان ل: “الوطن” ما زال الإقبال على معروضاتنا من الألبسة والأحذية المستعملة مقبولاً إلى حد ما، على الرغم من حالة الكساد التي تعصف بالمدينة وبالبلاد بشكل عام جراء تراجع القدرة الشرائية وتركيز مقدراتها على الأصناف الغذائية بسبب شهر رمضان وموجبات الحجر الصحي الخاص بوباء كورونا”.
ويوافقه الرأي زياد، صاحب محل بالة في شارع النيل، ويضيف: “يفضل الكثير من أبناء المدينة شراء الألبسة والأحذية المستعملة ذات المنشأ الأوروبي نتيجة لجودتها ومتانتها وتصاميمها المقبولة، وخصوصاً من فئة الشباب ومتوسطي الأعمار، وإن اختلفت الأذواق في السنوات الأخيرة نتيجة لمجاراة الألبسة المحلية وتلك المهربة من تركيا لآخر متطلبات الموضة”.
ويشتكي متسوقو البالة وزبائنها التقليديون في مدينة حلب من ارتفاع أسعار معروضاتها أخيراً ومضاهاتها نظيرتها الجديدة، ويبرر أصحاب المحال ومستوردو المادة السبب إلى استمرار تدهور قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، ما سينعكس بشكل مستمر على غلاء سعرالمستوردات.
ولفت أحد المستوردين ل “الوطن” إلى أن أهم تجار البالة في بروكسل، التي تشتهر بكونها مركز استقطاب لهذا النوع من النشاط التجاري الدولي، من الحلبيين الذي خبروا التعامل بتجارة البالة على مستوى أوروبا والمنطقة العربية.
خالد زنكلو- الوطن