من الميدان

الجيش يتقدم ويدفع بمسلحي حلب للانهيار والانقسام .. والسوريون يساعدون بعضهم

وسع الجيش العربي السوري نطاق سيطرته في أحياء حلب الشرقية أمس إلى أكثر من 65 بالمئة من مساحة المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين، مستغلاً انقسامات الميليشيات فيما يينها، ودون أن يعير أي اهتمام لمحاولات لندن التقليل من شأن انتصاراته، على حين بدا لافتاً أن أهالي دمشق وريفها، ورغم الأزمة التي تعصف بأحوالهم، أرسلوا مساعدات للأهالي الخارجين من الأحياء الشرقية بموازاة وصول قافلة مساعدة روسية أيضاً.

وتقدم الجيش وحلفاؤه أمس من حي الحلوانية والسكن الشبابي، ليسيطر على مستديرتي الجزماتي والحلوانية الإستراتيجيتين اللتين قادت وحداته إلى أوتوتستراد المطار مقابل مساكن هنانو بحسب مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن»، مبيناً أن الجيش استكمل السيطرة الكاملة على حي كرم ميسر، وواصل تقدمه من حي طريق الباب نحو حيي ضهرة عواد وجورة عواد على مشارف حي الشعار الذي يعد أهم معقل لجبهة النصرة (فتح الشام) ما اضطر مقاتلي الأخيرة للانسحاب من ضهرة عواد وجورة عواد وليصبح الشعار في مرمى أسلحته الفردية والمتوسطة، ما دفع الكثير من مسلحيه ومسلحي حي كرم الجبل المجاور له، إلى الفرار نحو كرم القاطرجي، بحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن».
وأضاف المصدر: إن الجيش سيطر على أجزاء واسعة من حي كرم القاطرجي ومنها مستديرة الحي الشمالية قبل أن يهيمن على كامل حي كرم الطحان المجاور.

ويعد حي كرم القاطرجي أهم حي على الإطلاق لـ«النصرة» لكونه يضم محكمتها «الشرعية» والسجن الرئيسي داخل مشفى العيون والذي بات تحت سيطرة الجيش مساء أمس، تقدم باتجاه حي باب النيرب المجاور له وسيطر على مستديرة الحاووز فيه.
وبعد أيام من تشكيل ميليشيا «جيش حلب» أعلن قائدها ورئيس المكتب السياسي لميليشيا «فاستقم كما أمرت» عبد الرحمن نور إصابته بجروح خطيرة وأنه سيتم تكليف شخصية أخرى بقيادة الميليشيا.

المسلحون ومع خسائرهم المتوالية تبادلوا الاتهامات فيما بينهم بالعمالة والتفاوض سراً مع الجيش العربي السوري بغية تسوية أوضاعهم والخروج إلى مناطق سيطرته في الأحياء الغربية من المدينة أو مغادرة الأحياء الشرقية نحو الريف وعبر معابر يجري التفاوض بشأنها على الرغم من إعلان ميليشيات تخضع لواشنطن رفضها التفاوض على الانسحاب مما تبقى من مناطق سيطرتها جنوب شرق المدينة، وهو ما دفع «فتح الشام» وميليشيا «كتائب أبو عمارة» لمداهمة مقرات «جيش الإسلام» و«فيلق الشام» في بستان القصر وأحياء أخرى صادرتا منها أسلحة وذخائر واعتقلتا قادة ميدانيين مثل الملقب بـ«أبو عبدو الشيخ» من «جيش الإسلام».

بموازاة ذلك تواجه المفاوضات الدائرة في العاصمة التركية أنقرة بشأن حلب، والتي يتوسط فيها مسؤولون أتراك بين نظرائهم الروس وزعماء من الميليشيات المسلحة، عقدة كبرى تتمثل في «الضمانات» والضمانات المضادة، على حين حاول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس رفع معنويات الميليشيات، حيث نقلت عنه هيئة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية قوله: «أعتقد أنه من الخطأ التفكير أن ما يحدث في حلب أو غيرها من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في سورية يمكن أن يشكل انتصاراً لـ(الرئيس بشار) الأسد أو لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».

في الأثناء وصلت إلى حلب أمس قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من روسيا الاتحادية لأهالي الأحياء الشرقية الموجودين في مراكز الإقامة المؤقتة، بحسب «سانا»، بموازاة وصول 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية والألبسة مقدمة من أهالي دمشق وريفها إلى العائلات الخارجة من تلك الأحياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock