العناوين الرئيسيةمقالات وآراء

العالم يرفض اعتداء نتنياهو على دخول الأراضي السورية ويعتبرها اعتداء على السيادة

باريس – محمد العويد

أشعلت زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من مسؤولي حكومته على المناطق الحدودية الجنوبية في سوريا ، أشعلت أجواء الرفض الدولي والاستنكار، معلنة رفضها لهذا الاستعراض البائس واليائس، الذي يتعارض مع رغبة المجتمع الدولي، بإطفاء حرائق الشرق الأوسط، لا إعادة إنتاجها وإشعالها، وتعزيز فرص السلام والتنمية برعاية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب.

بدءا من الخارجية الفرنسية، التي دعت إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان السورية واحترام وحدة أراضي سوريا

مرورا ببيان الدولة الجزائرية، المستنكر والرافض وليس نهاية ببيان وزارة الخارجية المملكة الأردنية الهاشمية ثم المملكة السعودية، التي اعتبرت في بيانها أن الزيارة تعد على سيادة اراضي سوريا.

إشكاليات الزبارة الاستفزازية، أنها لم تكن في سياقات منعزلة عن ممارسات طالما كررتها إسرائيل بحق الدول السورية، سواء لجهة توغلاتها اليومية في ريف القنيطرة وحوض اليرموك بريف درعا الغربي، وإعلان وجود فرق من السويداء بحجة التدريب للعمل كدفاع مدني، والمطالبة بممر “انساني” داخل الأراضي السورية وصولا للجنوب، ونهاية بتحليق طائراتها في الأجواء السورية، وهي بالمجمل تشير أن كيان الإسرائيلي، يخوض حرباً متكاملة، وإن كانت غير معلنة،ضد الدولة السورية، التي أعلنت منذ بداية التحرير أنها تريد صفر مشاكل مع جميع الجوار واللاعبين الإقليميين والدوليين، بهدف ترتيب الأولويات في البيت و الظرف السوري.

جوهر هذا التصعيد الإسرئيلي، هو محاولة مكشوفة لاستفزاز سوريا ودفعها إلى ردود فعل لا تريدها، تتخذه إسرائيل ذريعة لتوسيع نطاق حربها وعملياتها الاستيطانية، بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، قبل التوصل إلى أي اتفاق أمني محتمل برعاية أمريكية، حيث إن إبرام مثل هذا الاتفاق سيسحب من إسرائيل جميع المبررات المعلنة للتدخل في الشأن الداخلي السوري.

وعلى الرغم من أهمية جولات التفاوض السابقة عبر الوسطاء الدوليين للوصول لاتفاق أمني إلا أن إسرائيل المنتشية بحالة القوة الفائضة، لا تريد إلا فرض شروطها على دمشق، عبر أدوات متعددة، منها ما حملته رسائل الزيارة، خاصة في ظل اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، الباحث عن أي انتصار بعيد النبذ الدولي وما خلفته حملته الدموية على قطاع غزة.

السؤال المحق، إن كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ ما ترغب حكومتها اليمينية أم أن سوريا اليوم رغم هشاشة وضعها العسكري عتادا وجيشا وبنى وتأهيل لديها أوراقها و حائط صد بوجه الإسرائيلي وتطلعاته.

منذ سقوط النظام البائد، دخلت سوريا مرحلة انتقالية سياسية، وهو ما فتح المجال لإعادة تقييم العلاقات الإقليمية، وخلق مسار تفاوضي جديد برعاية الولايات المتحدة، مع محاولة ضبط أي تطورات ميدانية عبر الحوار وتعزيز التوجه لعدم أي صدام سيعيد المنطقة برمتها للاهتزاز وينعكس عالميا.

الجانب السوري ليس وحيدا اليوم ولا معزولا بل من الواضح أنه مدعوم إقليميا ممثلا بالجانب التركي وعربيا وإسلاميا ممثلا بالمملكة العربية السعودية، وعملت الدبلوماسية بجد وحركة دؤوبة على إعادة نسج التحالفات الدولية الفاعلة بدءا من موسكو وصولا للصين، كل هذه العوامل تبدو أشبه بالصدمة على رأس الاسرائيلي، ينهي ويجفف أطماعه ويظهره بثوب المعتدي المتكرر على سوريا، وقد يفقده الدعم الغربي عموما والأمريكي خصوصا، إن استمر بهذه العنجهية والفهم الخاطئ لتحولات المشهد الدولي اتجاه الدولة السورية، ومشروع التحولات بعموم منطقة الشرق الأوسط المتسارعة.

بين الممكن واقعيا والأماني التي تريدها إسرائيل تتداخل العوامل وأبرزها العامل السوري، فمع الاصرار على وحدة الأراضي، والتمسك باتفاق فظ الاشتباك الموقع 1974، مرورا بتبريد الملفات الساخنة جنوبا وشمالا، وما قد يرخيه رفع قانون قيصر المتوقع خلال الفترة القادمة، وتزايد وصول الدبلوماسية السورية لعواصم القرار العالمي، عوامل تدفع لتأكيد صوابية النهج السوري، مقابل اللاعقلانية الاسرائيلية، هذه التحولات من أبرز ضواغط و دوافع الاستعراض والصلف الاسرائيلي، لكنه في جوهره/ الاستعراض / لن يفضي لشيء يحقق للإسرائيلي ما يريده ويطمح له، وإن غدا لناظره لقريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock