العناوين الرئيسيةسياسة

العبسي لـ”الوطن”: زيارة الرئيس الشرع إلى أميركا لحظة مفصلية ولقاؤه بالجالية تأكيد على وحدة السوريين في الداخل والخارج

أكد الأكاديمي والمحلل السياسي عصمت العبسي أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تمثل تحولاً جذرياً في الحضور السوري على الساحة الدولية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن، وهي البداية لكسر العزلة عن سوريا، مشدداً على أن لقاء الرئيس الشرع بأبناء الجالية السورية في أميركا أعاد التأكيد على وحدة السوريين في الداخل والخارج، وعلى أهمية دورهم في نقل صورة الوطن الحقيقية والدفاع عن قضاياه.

وفي تصريح لـ”الوطن” قال العبسي: “من الناحية العملية، تحمل الزيارة دلالات استراتيجية واضحة، لجهة إعادة العلاقات الدبلوماسية، حيث إن من أبرز الملفات المطروحة خلال الزيارة فتح السفارة السورية في واشنطن، وهو ما يشير إلى بداية تطبيع تدريجي للعلاقات بين البلدين، كذلك فإن لقاء الرئيس الشرع بأبناء الجالية السورية في أميركا أعاد التأكيد على وحدة السوريين في الداخل والخارج، وعلى أهمية دورهم في نقل صورة الوطن الحقيقية والدفاع عن قضاياه”.

وأوضح العبسي أن الزيارة تحمل رمزية تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي، فهي أول مشاركة منذ عام 1967، إذ إنه لم يشارك أي رئيس سوري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عهد نور الدين الأتاسي، ما يجعل هذه المشاركة حدثاً استثنائياً، مبيناً أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب يحمل دلالات سياسية عميقة، ويعكس اعترافاً دولياً بشرعية القيادة السورية الجديدة.

وبيّن العبسي أن الزيارة قد تثمر عن نتائج ملموسة على عدة مستويات، أولاً سياسياً، لجهة أن فتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى إعادة تموضع سوريا في خريطة التحالفات الإقليمية والدولية، ويمنحها صوتاً فاعلاً في صياغة مستقبل المنطقة، وثانياً اقتصادياً حيث إن رفع العقوبات وفتح السفارات سيسهمان في جذب الاستثمارات، وتسهيل التبادل التجاري، وإعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، وثالثاً من الناحية الاجتماعية فإن تعزيز التواصل مع الجاليات السورية في الخارج، يفتح المجال أمام مساهماتها في إعادة الإعمار والتنمية.

وختم العبسي بالقول: ” في المحصلة، تمثل زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث، ليس لأنها تكسر عزلة دامت عقوداً فقط، بل لأنها تؤسس لمرحلة جديدة من الحضور السوري الفاعل في المشهد الدولي، تستعيد دمشق من خلالها موقعها وتعيد رسم صورتها أمام العالم.

منذر عيد_الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock