العناوين الرئيسيةمنوعات

الكورونا يخطف سمراء القاهرة… رجاء الجداوي.. ربّتها تحية كاريوكا وتزوجها حارس مرمى وعملت في عروض الأزياء

توفيت الممثلة المصرية القديرة رجاء الجداوي صباح اليوم عن عمر يناهز 82 عاماً متأثرة بمضاعفات مرض الكورونا بعد 43 يوماً في العزل الصحي.
وقال مصدر طبي : إنه خلال الساعات الأخيرة قبل الوفاة حدث انخفاض كبير في نسبة الأكسجين في الدم بسبب جلطات في الرئة، ما أدى إلى توقف عضلة القلب.
وكان يتم إعطاؤها أدوية لتفقد الوعي حتى تتحمل جهاز التنفس الصناعي داخل الرعاية المركزة في المستشفى.
وأجرت منذ دخولها المستشفى 3 مسحات، الأولى كانت بعد دخولها بثلاثة أيام، والثانية عقب حقنها بمصل البلازما بيومين، والمسحة الثالثة تمت قبل أيام قليلة، وجميعها جاءت نتائجها إيجابية.

في الفرانسيسكان
مسيرة فنية طويلة قضتها رجاء الجداوي، عرفها جمهورها ومحبوها بأناقتها اللافتة وتميزها في اختيار كل تفصيلة في مظهرها بكل دقة.
نجاة علي حسن الجداوي هو الاسم الحقيقي للفنانة الراحلة التي ولدت في السادس من أيلول عام 1938 في الإسكندرية.
انتقلت إلى القاهرة برفقة شقيقها الأكبر فاروق للإقامة مع خالتها الفنانة تحية كاريوكا التي تولت رعايتهما، فالتحقت بمدارس الفرانسيسكان في القاهرة حيث تعلمت الفرنسية والإيطالية في سن مبكرة، حيث كان لوجودها في هذه المدرسة دور كبير في تعلم أصول “الإتيكيت” والنظام وهو ما ساهم في تكوين شخصيتها كفنانة وإنسانة، كما ساهم وجودها في المدرسة لمدة 11 عاماً متواصلة في الاعتماد على نفسها، فقد كانت الدراسة داخلية ولم تكن تخرج منها سوى يومي السبت والأحد فقط من كل أسبوع، وفي المدرسة تربّى بداخلها من الصغر الاستقرار وعشق القراءة للأدباء العالميين باللغة الإنكليزية من دون أن تهمل القراءة للأدباء العرب، وكان في مقدمهم معشوق البنات في ذلك الوقت إحسان عبد القدوس، وقد اشتهرت المدرسة بفضل دراستها بها بعد ذلك فحتى اليوم يقولون: “الفرنسيسكان بتاعة رجاء الجداوي”، ثم عملت في قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية.

سمراء القاهرة
ذات يوم اصطحبتها جدتها لحضور إحدى الحفلات بحديقة الأندلس لترفّه عنها في الإجازة، وكان يقام كرنفال لانتخاب “سمراء القاهرة”، وكانت فتاة صغيرة ضعيفة البنيان أي غير مبهرة، مجرد فتاة مصرية عادية وراحت تشاهد المتسابقات وهن يصعدن على المسرح وفوجئت بعدم فوز أي فتاة منهن، فراحوا يبحثون بين الجمهور الموجود وفجأة وجدتهم يصطحبونها ويطالبونها بالحركة على المسرح فتصرفت بتلقائية وهي مذهولة لا تدري ماذا يحدث حولها، وفوجئت بهم يصفقون بشدة ويسلمونها وشاح “سمراء القاهرة”.
وبعد هذا وبناء على هذا الوشاح فازت بجائزة “ملكة حوض البحر المتوسط” ثم المركز الأول في “مسابقة القطن المصري”، وكانت الانطلاقة الكبرى والمهمة بالنسبة لها فيما بعد كعارضة أزياء وممثلة.
حضر مسابقة القطن المصري مصمم أزياء يوناني شهير وأيضاً كان هناك المخرج الكبير هنري بركات ووجدت مصمم الأزياء يطلبها ليعرض عليها العمل كعارضة أزياء ولم يكن عندها أي فكرة، وفي الوقت ذاته أيضاً وجدت المخرج بركات يطلبها لكي تعمل في فيلم “دعاء الكروان” بعد ترشيحه له لتجسيد شخصية “خديجة”.
مشاركات كثيرة
كانت أولى مشاركات الجداوي الفنية في فيلم “غريبة” مع المطربة نجاة الصغيرة عام 1958، لتتوالى بعد ذلك مشاركات لم تنقطع سواء في السينما أم التلفزيون أو المسرح على مدى أكثر من 60 عاماً.
شاركت في فيلم “دعاء الكروان” من بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، وتميزت وقتها بوجهها المألوف على الشاشة، وكان الدور الذي لفت الأنظار إليها مشاركتها في “إشاعة حب” مع عمر الشريف وسعاد حسني.
ومن أعمالها السينمائية أيضاً “مخلب القط” و”الضوء الخافت” و”الفرسان الثلاثة” و “القاهرة في الليل” و”معسكر البنات” و”كرامة زوجتي” و”بابا عايز كده” و”أيام الحب” و”3 نساء” و”أصعب جواز” و”ابتسامة واحدة لا تكفي” و”لا تبكي يا حبيب العمر”.
أول مسلسل لها كان “دارت الأيام”، مع المخرج أحمد توفيق، ومن أعمالها الدرامية مسلسل “جراح عميقة” و”القاهرة والناس” و”الدوامة” و”الهروب” وأحلام الفتى الطائر”، أما آخر مشاركاتها فكانت في مسلسل “لعبة النسيان” الذي عرض في رمضان الماضي.
وتعتبر فترة الثمانينيات والتسعينيات الأهم لأعمال رجاء الجداوي، منها أفلام “موعد على العشاء” و”انهيار” و”حدوتة مصرية” و”بريق عينيك” و”تجار السموم” و”امرأة مختلفة” و”ثمن الغربة”، ومسلسلات “خطوات الشيطان” و”تزوج وابتسم للحياة” و”هند والدكتور نعمان” و”أولاد آدم” و”وكسبنا القضية” و”أنا وأنت وبابا في المشمش” و”قصر فوق الرمال” و”العائلة” والثعلب” و”هارون الرشيد” و”الرجل الآخر”.
وبعدها استطاعت أن تحافظ على حضورها مع جيل الشباب فشاركت في أفلام مثل “ليه خلتني أحبك” و “السلم والتعبان” و”فيلم ثقافي” و”العاشقان” و”سهر الليالي” و”ولا في الأحلام” و “قلبي يناديك”، “أنت عمري” و”كامل الأوصاف” و”أحلام الفتى الطايش” و”تيمور وشفيقة” و”بنات عمري” و”المش مهندس حسن”.
كما قدمت أعمالاً درامية مثل “سارة” و”مبروك جالك قليل” و”العميل 1001″ و”أولاد الشوارع” و”السندريلا” و”حق مشروع” و”قضية رأي عام” و”تامر وشوقية” و”مصر الجديدة” و”خاص جداً” و”بشرى سارة”.
خاضت تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج تحت عنوان “اسألوا رجاء” مع الإعلامي عمرو أديب.

زواج سريع
في عام 1970 سافرت رجاء الجداوي مع خالتها تحية كاريوكا إلى السودان لعرض مسرحية “روبابيكيا”، وكانت وقتها الدورة الإفريقية لكرة القدم وهناك تعرفت إلى حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الراحل حسن مختار، وقبل سفرها إلى مصر مجدداً طلب منها صورة شخصية فكتبت له عليها: “إلى من تمنيت أن أقضي معه عمري كله”، فطلب منها في الطائرة أن تتزوجه وبعدها اشتريا خاتمي الزواج، وقد تم الزواج في العام نفسه، واستعارت من صديقتها في ذلك الوقت الفنانة سهير البابلي “بلوزة وجيبة” ارتدتهما ليلة الزفاف.
بعدها أنجبت منه ابنتها الوحيدة “أميرة” ولديها حفيدة تدعى “روضة”.

الوطن – وائل العدس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock