العناوين الرئيسيةسياسة

الهوية البصرية.. بوابة نحو انفتاح اقتصادي وسياسي وقوة ناعمة تعيد رسم العلاقات الدولية

أثار إعلان الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية اهتماماً لافتاً من وسائل الإعلام العربية والدولية، إذ لم يُنظر إلى الحدث بوصفه تغييراً شكلياً فحسب، بل كخطوة تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية في سياق إعادة تموضع سوريا إقليمياً ودولياً، واصفة هذه الخطوة بأنها تعبير عن انطلاق سوريا نحو المستقبل بقوة وتوازن.

حيث رأت صحيفة “الشرق” القطرية أن الهوية البصرية السورية تشكل عقداً وطنياً بين الحكومة والشعب وتعدّ مؤشراً قوياً إلى العودة التدريجية إلى المشهد الدولي بصورة أكثر اتزاناً وانفتاحاً، إذ تمثل محاولة لإعادة تقديم الذات السورية خارج إطار الحرب والانتقال إلى مرحلة الدولة الحديثة، مع التأكيد على الاستقرار والانفتاح، وهو ما أشارت إليه أيضاً صحيفة “الوطن” السعودية التي رأت أن الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة يعدّ مبادرة ناعمة لتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي.

بدورها، ذكرت إذاعة “مونت كارلو” الدولية أن الهوية البصرية السورية الجديدة تدعم الجهود الدبلوماسية السورية الساعية للخروج من العزلة التي فرضها النظام البائد، وبالتالي فهي رسالة موجهة إلى العالم بأن سوريا تسعى إلى تثبيت صورة جديدة أقل ارتباطاً بالماضي الدموي وأكثر انفتاحاً على الشراكات الدولية، في حين أشارت شبكة “CCN” عربي إلى أن هذه الهوية تمهّد الأرضية لبناء صورة ذهنية جديدة عن الدولة السورية في المحافل الدولية وكوجهة استثمارية وسياحية.

وفي السياق، أوضحت صحيفة “الإندبندنت” عربي، أن الهوية البصرية أصبحت اليوم أداة مؤثرة في العلاقات الدولية، تتجاوز كونها مجرد تصميم لشعار أو ألوان وطنية، لتغدو عنصراً من عناصر “القوة الناعمة” التي تستخدمها الدول في تحسين صورتها الخارجية وتسهيل حضورها في المحافل الدولية وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، مشيرة إلى أن الهوية البصرية تعكس لغة الدولة غير المنطوقة، حيث تستخدم لتكوين انطباع ذهني متكامل عن قيمها وتاريخها وطموحاتها المستقبلية، وعندما تطلق دولة ما هوية بصرية جديدة، فإنها توجه بذلك رسالة سياسية واضحة مفادها أنها تدخل مرحلة جديدة، تسعى فيها إلى إعادة صياغة صورتها أمام العالم، سواء بعد تحولات سياسية أو كجزء من استراتيجية تنموية.

وقد أثبتت تجارب دول عدة، من بينها السعودية عبر “رؤية 2030″، وقطر من خلال الهوية المتجددة قبل كأس العالم 2022، أن الهوية البصرية تلعب دوراً ملموساً في تحسين العلاقات الدولية، عبر جذب الاستثمارات وتسهيل التعاون الثقافي والدبلوماسي وفتح قنوات جديدة للحوار مع الشعوب الأخرى.

محمد رعد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock