باحث سياسي: لا أدلة موثقة على اتهامات الهجري للحكومة وهو يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في السويداء

اعتبر الباحث السياسي عصمت العبسي، أنه لا يوجد أدلة موثقة على اتهامات حكمت الهجري المتكررة للحكومة السورية، لافتاً إلى أن من يطلق الاتهامات جزافاً، ويشكر المعتدي الخارجي، ويغض الطرف عن تهجير عشرات الآلاف من أبناء العشائر، هو من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في السويداء.
وفند العبسي في تصريح لـ”الوطن”، اتهامات الهجري المتكررة للحكومة السورية بارتكاب “إبادة ممنهجة نُفّذت بدم بارد”، لافتاً إلى غياب الأدلة الموثقة لتلك الاتهامات.
وقال: “رغم وصف الهجري لما جرى بأنه “إبادة”، لم يقدم أي تقرير دولي أو تحقيق مستقل يثبت وجود خطة ممنهجة للإبادة من قبل الحكومة السورية.
وأشار العبسي إلى أن الاشتباكات التي حصلت في السويداء كانت بين فصائل محلية، موضحاً أن معظم الضحايا سقطوا نتيجة اقتتال داخلي بين فصائل درزية وعشائر بدوية، وليس نتيجة عمليات عسكرية حكومية مباشرة.
العبسي لفت إلى أن الحكومة السورية أعلنت عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السويداء، آخرها في 19 تموز ما يدل على رغبة في التهدئة وليس التصعيد.
وذكر أن الهجري رفض الحلول السياسية، مشيراً إلى أنه رفض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمته الحكومة، رغم دعوته السابقة للحوار، مما يضع علامات استفهام حول نياته الحقيقية.
وأوضح الباحث السياسي أن فصائل تابعة للهجري شاركت في عمليات اقتتال داخلي، هاجمت صوامع القمح ومستودعات الطحين، ومنعت الفرق الفنية من إصلاح خطوط الكهرباء.
وبعد ما تحدث عن حدوث تهجير واسع النطاق من السويداء، أوضح العبسي أن “نحو 25 ألف شخص من عشائر البدو تم تهجيرهم من السويداء إلى درعا ودمشق، وسط مخاوف من تغيير ديمغرافي قسري”.
ولفت إلى الشكر العلني الذي يقدمه الهجري باستمرار لإسرائيل، وقال: “الهجري أثنى على تدخل إسرائيل العسكري في سوريا، واعتبره “إنسانياً”، رغم أن إسرائيل شنت غارات على 4 محافظات سورية، منها دمشق، وقصفت مقر هيئة الأركان”.
وأوضح أن الهجري طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإرسال مراقبين دوليين، في موقف يتماهى مع دعوات التدخل الخارجي التي لطالما رفضها السوريون.
وختم الباحث السياسي تصريحه بالقول: إن “الحكومة السورية، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، لم تتوانَ عن تقديم المبادرات السياسية لضمان استقرار السويداء، ووقف نزيف الدم بين أبنائها، أما من يطلق الاتهامات جزافاً، ويشكر المعتدي الخارجي، ويغض الطرف عن تهجير عشرات الآلاف من أبناء العشائر، فهو من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور”، مضيفاً: “سوريا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الطائفية، ولا منصة لتبرير العدوان الإسرائيلي تحت غطاء إنساني زائف”.
الوطن