تحديات عديدة تواجه مربي النحل في حماة

بيَّنَ العديد من مربي النحل في منطقتي حماة والغاب لـ « الوطن»، أنهم يواجهون تحديات عديدة ، نتيجة توقف قطاع تربية النحل في سهل الغاب، التابع للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب منذ العام 2017، وأن هذه التربية تشهد حالياً إقبالاً جيداً مع عودة المهجرين لقراهم، ولكنها تصطدم ـ بحسب قولهم ـ بعدة معوقات تحد من تطور هذا القطاع.
ومن جانبه، ذكر المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب عبد العزيز القاسم لـ «الوطن»، أن عدد الخلايا حالياً بمحافظة حماة نحو 42850 خلية، موزعة على 12885 مربياً، وأن مشروع تربية النحل التابع للهيئة متوقف منذ عام 2017.
ولكن الهيئة تنفذ جولات مستمرة لمتابعة الحالة العامة والصحية والإنتاجية للمناحل في المنطقة ضمن الإمكانات المتاحة.
وعن أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع قال القاسم: أول تلك التحديات قلة المراعي الطبيعية وعدم استمراريتها، وتغير أنماط المحاصيل الزراعية، مثل التخلي عن القطن وعباد الشمس، وعدم توافر مراع على مدار العام، ما قلل من مصادر الرحيق المناسبة للنحل.
وثانيها الجفاف والحرائق ، فقد أثر الجفاف والحرائق في المحاصيل والمراعي الجردية والجبلية، ما قلل من إنتاجية النحل.
وثالث تلك التحديات، ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج التي شكلت عبئاً مالياً كبيراً على المربين.
ورابعها الإفراط في استخدام المبيدات على المحاصيل التي تشكل مراعي للنحل ما يؤدي إلى تسممه وانخفاض إنتاجيته.
وخامسها عدم توافر أدوية موثوقة المصدر لعلاج أمراض النحل، وهو ما يهدد صحة الخلايا.
وسادسها انخفاض أسعار المنتجات مقارنة بالتكاليف المرتفعة، ما يقلل من جدوى التربية اقتصادياً.
وكذلك عدم وجود مختبر متخصص للكشف عن منتجات النحل المغشوشة، ما يؤثر في جودة المنتج وسمعة القطاع.
وعن سبل إحياء هذا القطاع ودعم المربين، أكد القاسم أن ثمة توصيات تحقق تلك الغاية منها: إعادة تفعيل مشروع التربية المذكور سابقاً، بتخصيص ميزانية وخطة عمل مع دعم فني ومالي للمربين.
وتحسين المراعي من خلال تشجيع زراعة محاصيل ملائمة للنحل (مثل القطن وعباد الشمس) وزراعة نباتات رحيقية في الأراضي البور لضمان مراع مستمرة، وتنظيم مواعيد زراعة المحاصيل لتوفير مصادر رحيق على مدار العام، ومواجهة الجفاف بتطوير برامج ري مستدامة وإنشاء خزانات مائية صغيرة لدعم المحاصيل والمراعي، وتخفيف الأعباء المالية بتقديم قروض ميسرة أو إعانات لتغطية تكاليف مستلزمات الإنتاج ، وإنشاء تعاونيات لشراء مستلزمات النحل بأسعار مخفضة.
وتنظيم استخدام المبيدات ، بالتعاون مع المزارعين لتقليل استخدام المبيدات الضارة وتطبيقها في أوقات لا تؤثر في النحل.
وتوفير أدوية موثوقة بإقامة شراكات مع مؤسسات زراعية لتوفير أدوية معتمدة لعلاج أمراض النحل.
ودعم تسويق المنتجات، بإنشاء جمعيات أو منصة تسويق إلكترونية لضمان أسعار عادلة، مع الترويج للعسل كمنتج عضوي، وإنشاء مختبر متخصص لفحص جودة منتجات النحل للكشف عن الغش وضمان الجودة، وتوفير ملكات ذات إنتاجية عالية لضمان إنتاج عال.
وأكد القاسم أن قطاع تربية النحل في سهل الغاب يمتلك إمكانات كبيرة وخاصة مع عودة المربين المهجّرين الذين سرق النظام البائد مناحلهم، إلى قراهم ومناطقهم والبدء بالعودة إلى تربية النحل، لكن التغلب على التحديات يتطلب دعماً حكومياً وتخطيطاً إستراتيجياً ، وأن تنفيذ تلك التوصيات سيسهم في تحسين إنتاجية القطاع، وتعزيز جودة المنتجات، ودعم الاقتصاد المحلي.
حماةـ محمد أحمد خبازي