عربي ودولي

ترامب يهمّش طواقم البيت الأبيض في قراراته.. فمن يصنعها؟

سلّط مركز الدراسات العربية والأمريكية (مقرّه واشنطن) الضوء على قرارت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال الأسبوع الأول من دخوله البيت الأبيض، والتي أثارت إشكاليات عالمية، ليست قليلة، وخاصة على المستوى الاقتصادي.
بيّن المركز في تحليل نشره حديثاً، أن التفسيرات لفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، تتعدد وتتباين معانيها للقطاعات الاجتماعية المختلفة في أميركا، كونه يعزز “هوية الرجل الابيض” وامتداداته في الهيمنة والسيطرة؛ وبدرجة أشد على المستوى العالمي برمته، لما أثار صعوده من مخاوف وهواجس لانتعاش النزعات العنصرية وارتباطها بحدود إدراكه بأن القضايا العالمية الراهنة لا تستقيم للمعادلة الثنائية “نحن وهُم”.
أوضح التحليل أن من أهم خصائص ترامب «نزوعه الشديد لتسطيح القضايا وعزوفه عن استنباط حلول معقدة وناجعة، واستعداده الدائم للمعادلات الثنائية المبسطة»، وأن أبرز خصائص حقبة ترامب مناهضته للاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف وعنوانها الرئيس التجارة الحرة.
ورأى المركز في تحليله أن لجوء ترامب لاستخدام حقه الرئاسي في إصدار قرارات نافذة كان سريعاً ومنذ اليوم الاول، في تباين واضح مع خطابه السياسي الانتخابي وتحذيره سابقاً من الرئيس السابق أوباما من مخاطر استبداد البيت الابيض في اتخاذ سياسات دون المرور على الكونغرس.
بحسب المركز، ينقل المقربون من ترامب انه في أسبوعه الأول أنه لم يبذل إلا جهداً ضئيلاً لاستشارة الهيئات الحكومية التي وضعها ضمن دائرة استهدافه، وأن طواقم موظفي البيت الابيض لا يعلمون بمحتويات القرارات الرئاسية، التي يعتقد أنها صيغت من قبل مستشاريه المقربين، مثل ستيف بانون وستيفن ميللر، اللذين اعدا خطاب ترامب الرئاسي المثير للجدل.
من ضمن قرارات ترامب الرئاسية في أسبوعه الأول في البيت الأبيض كان قراره بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهاديء، وتسليطه الأضواء على ما يعتقده من هجوم الصين الاقتصادي على فرص العمل والثروة الأميركية. ووعد أيضا بتمزيق اتفاقية التجارة في أميركا الشمالية، في المدى القريب، واستبدالها ربما باتفاقية جديدة سيتم التفاوض بشأنها مع كل من كندا والمكسيك.
في مسألة تحقيق السلم العالمي، التي عوّل البعض على ترامب وميله لتعديل سياسات أميركا بالهيمنة وبسط النفوذ، شن حملة عدائية على حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، على قاعدة تحفظهم في زيادة الإنفاقات العسكرية والمساهمة بنسبة أعلى في تحمل أعباء حلف الناتو، متعهداً بإعادة بناء القوات المسلحة الأميركية، ورفع سقف الدين العام، والذي ستكون وزارة الدفاع اول المستفيدين من الأموال الإضافية.
أشار المركز في تحليله، إلى أن أول الزائرين للبيت الأبيض من القادة الأجانب كانت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، لترتيب المرحلة المقبلة من العلاقات الثنائية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؛ ونوّه ترامب إلى عقد اتفاقية تبادل تجاري جديدة مع ضيفته للحدّ من أي تداعيات سلبية جراء خروج بلادها.
لقاء القمة الأول بين ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية، يهيء العودة لمرحلة تفعيل الاتفاقيات الثنائية، والتي ستخدم بريطانيا بشكل أوسع في مرحلتها الانتقالية الراهنة بخروجها من الاتحاد الاوروبي. وتؤشر أيضا على نمط جديد في علاقات التبادل التجاري الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock