العناوين الرئيسيةمحلي

تربية النحل في السويداء في خطر.. وإنتاج العسل انخفض للنصف 

أكد رئيس شعبة أبحاث النحل في مركز البحوث العلمية الزراعية عضو المجلس الاستشاري السوري للنحل المهندس ماهر دواره لـ “الوطن أون لاين” أن العام الماضي كان من أصعب المواسم التي مرت على مربي النحل في سوريا بشكل عام وفي السويداء بشكل خاص، حيث انخفض انتاج العسل إلى النصف عن العام الذي سبقه بالإضافة للفقد الحاصل في عدد خلايا النحل لدى المربين.

وأضاف : إن الموسم الحالي حتى الآن لا يبشر بالخير فالمعدل المطري لم يتجاوز الثلث ومن الواضح أنها سنة جفاف أو محل كما يقال مما يزيد العبء على مربي النحل في كيفية المحافظة على الخلايا وتخفيف الفقد منها وكذلك صعوبة إنتاج العسل وبقية منتجات الخلية من غبار الطلع والعكبر والهلام الملكي وغيره والتي أصبحت تدر دخلاً مقبولاً للمربي إلى جانب العسل المنتج وإنتاج الطرود بهدف إكثار النحل أو البيع.

و لفت دواره إلى أن  التغير التدريجي  في المناخ من حيث تأخر الأمطار بالهطل وندرتها يشكل تهديداً فعليا لتربية النحل والزراعة بشكل عام، وخصوصاً أن محافظة السويداء لا تعتمد كثيراً على المحاصيل والمراعي المروية مثل عدة محافظات أخرى حيث تشير الدلالات وحسب الخبرة الشخصية أنه سيكون هناك الكثير من الفقد في الخلايا هذا العام وقد لا يتجاوز إنتاج الخلية الوسطي من العسل ال 2 حتى 3 كغ في حال تم جني العسل، وهي لا تغطي تكاليف الإنتاج والتنقل وخدمة النحل.

و أشار دوارة إلى أن أهم الصعوبات التي تعترض تربية النحل في السويداء  تتلخص بقلة مراعي النحل في المحافظة وصعوبات الترحيل والتنقل ضمن الظروف الراهنة ما يحرم النحالين الكثير من المراعي خوفاً على أنفسهم وعلى النحل كذلك.

يضاف إليها التحطيب والقطع الجائر للغابات والأشجار الحراجية والرحيقية ومن أهمها غابات الكينا التي تعد من أفضل المراعي لجمع الرحيق وغبار الطلع، و تفاقم أذى الفاروا ( وهي من أخطر الآفات على النحل )، إضافة إلى تراجع فعالية الأدوية الموجودة في الأسواق وارتفاع المناعة تجاه تلك الأدوية، بسبب تكرار استخدامها، والتي تعتبر السبب الرئيسي لانتشار نوزيما النحل فيما بعد حيث إنها تضعف مناعته وتقصر من عمره، وتدمر الخلايا إن لم تتم عملية المكافحة.

وتابع قائلاً: كذلك الدبور الأحمر رغم استخدام العديد من أنواع المصائد والطعوم، مازال يشكل خطراً حقيقياً على تربية النحل وخاصة في الأماكن التي لا يعتمد المربون فيها على الترحيل، مع تزايد أضرار الدبور الأصفر( الزراقط) وخصوصاً في أشهر الشتاء فهو يتعايش مع النحل داخل الخلية الضعيفة ولا يمكن التخلص منه أو منعه من دخولها لتقارب حجمه مع حجم نحلة العسل.

وأكد دوارة أن من أهم صعوبات التربية أيضاً رش المبيدات التي تحول دون الاستفادة من بعض المساحات الرعوية وتعرض النحل للتسمم خصوصاً بالربيع على أزهار التفاحيات واللوزيات.

ويضاف لما سبق بعض المشاكل المتفرقة المتعلقة بعدم توفر الخبرة الكافية لتربية النحل وعدم وجود صندوق لتعويض خسائر التربية.  وانعدام وجود مركز إنتاج ملكات ملقحة ومختبرة.

وأشار إلى أنه رغم انخفاض أسعار أدوية النحل والشمع بحدود 20 بالمئة لكن تكاليف التنقل والترحيل والوصول للمواقع للكشف والمتابعة مازالت مكلفة جداً في ظل الغلاء والتكاليف العالية للمحروقات.

عبير صيموعة- الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock