من الميدان

تركيا تفصل حلب عن ادلب وتحاصر عفرين

وصلت 3 أرتال عسكرية من الجيش التركي إلى محيط مدينة دارة عزة وقلعة سمعان في ريف حلب الغربي قادمة من معبر اطمة الحدودي لفرض نقاط مراقبة فصلت عملياً محافظة ادلب عن محافظة حلب بإغلاق الطريق الذاهب إلى عفرين بينهما والوحيد الذي يربط الأخيرة بالعالم الخارجي.

وقالت مصادر أهلية من دارة عزة لـ “الوطن أون لاين” أن الأرتال العسكرية التركية التي وصلت اليوم الجمعة إلى المدينة تضم أكثر من 200 ناقلة جند ودبابات وعربات إسعاف ومحطات اتصال ترافقها سيارات عسكرية تابعة لمليشيا “كتائب ابن تيمية” الموالية لأنقرة والتي تسيطر على دارة عزة منذ نحو شهر بعد أن طردت منها “جبهة النصرة” أو “هيئة تحرير الشام” التي امنت الحماية للأرتال من معبر أطمة إلى محيط المدينة.

مصدر في ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” التي تتقاسم السيطرة مع “ابن تيمية” التابعة لما يسمى “الجيش الحر” على محيط قلعة سمعان (44 كيلو متر غرب حلب) أوضح لـ “الوطن أون لاين” أن العسكريين الأتراك سيقيمون نقاط مراقبة في قمة جبل الشيخ بركات المطل على دارة عزة وعلى الطريق المؤدي منها إلى قرية باصوفان شمال شرق قلعة سمعان وعلى الطريق الذي يلف حول القلعة من جهة الغرب إلى الباسوطة حيث تسيطر وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية.

وأكد المصدر أن الجيش التركي يستهدف من الناحية العملية قطع الطريق الوحيد الذي يصل محافظة ادلب بحلب والمار من عفرين، إذ ستنفصل المحافظتين عن بعضهما فعليا وستحاصر عفرين من ثلاثة جهات عدا عن قطع طريق حيوي لادلب مع حلب كون الطريق الثاني الذي يصلها بحلب من طرف الشيخ هلال فطريق خناصر مغلق عملياً ليتبقى لها طريق قلعة المضيق المتصل بحماة.

وبينت مصادر أهلية في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن محافظة ادلب هي المتضرر الأكبر من إغلاق صلة وصلها بحلب عبر عفرين وخصوصاً المزارعين الذين يصدرون معظم إنتاجهم الزراعي إلى حلب، وكذلك المسافرين وخصوصاً طلاب الجامعات الدارسين في حلب منهم والذين بات عليهم مضاعفة المسافة للوصول إلى حلب.

وأشار مصدر في وحدات “حماية الشعب” ان عفرين ستصبح بعد غلق الطريق من ادلب إلى حلب محاصرة، وهو الهدف الرئيسي من التدخل العسكري التركي في ادلب. ولفت إلى اتفاق “خفض التصعيد” الذي ضم ادلب إلى مناطقه في الجولة السادسة من مفاوضات “استانا” في 15 الشهر الفائت لا ينص في بنوده على محاصرة عفرين وقطع شريانها الرئيسي إلى ادلب ليتبقى لها الطريق الذي يصلها بحلب من خلال بلدتي نبل والزهراء.

وكانت الوحدات الكردية في عفرين فرضت رسوم جمركية مرتفعة على البضائع التي ترد إليها من ادلب والتي وجهتها حلب وبالعكس بالإضافة إلى تقاضي رسوم عبور للمسافرين في الاتجاهين قبل أن تدور الدائرة عليها.

ويعتبر الرتل العسكري الذي قدم إلى دارة عزة الثالث من نوعه في غضون اسبوع بعد توصل ممثلين عن الاستخبارات التركية إلى اتفاق مع “النصرة” بالمرور من مناطق سيطرتها لإقامة ثلاث نقاط مراقبة في محيط قلعة سمعان عدا عن ثلاث نقاط أخرى في مدينة ادلب تقول أنقرة أنها ضمن اتفاق “خفض التصعيد” بموجب مقررات “أستانا”.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock