دمشق: معركة حلب هي معركة سورية والشرق برمته
فيما أكدت دمشق أن معركة حلب التي يخوضها أبطال الجيش العربي السوري هي معركة سورية والشرق برمته، كان الجيش يستعيد مساحات واسعة من ضاحية الأسد السكنية غربي المدينة، بموازاة تواصل الإدانات لاستخدام الميليشيات أسلحة كيميائية محرمة دولياً بعد «عجزهم عن تحقيق الأهداف المرسومة لهم من قبل مشغليهم ورعاتهم وداعميهم».
وأدان مجلس الشعب «استهداف التنظيمات الإرهابية أحياء سكنية في حلب وقوات الجيش العربي السوري بالغازات السامة»، وذلك في بيان تلته رئيسة المجلس هدية عباس وأكدت فيه أن معركة حلب تلك التي يخوضها أبطال الجيش وأصدقاء وحلفاء سورية في هذه الأيام، هي معركة سورية والشرق برمته.
بدورها اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي نقلتهما «سانا» أن استخدام التنظيمات الإرهابية المسلحة للأسلحة الكيميائية «تؤكد حالة العجز والإفلاس التي وصلت إليها وعجزها عن تحقيق الأهداف المرسومة لها، كما أدانت من جانبها، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استهداف التنظيمات المسلحة للسكان المدنيين في حلب بقذائف تحوي غاز الكلور.
وفي الغضون أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المسلحين الموجودين في حلب الشرقية، يبقون، سواء بإرادتهم أو بغير إرادتهم، متواطئين في جرائم جبهة النصرة (التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام)، حتى إذا لم يشاركوا بصورة مباشرة في الأعمال القتالية، مجدداً دعوته إلى شركاء روسيا الغربيين والشركاء في المنطقة، لكي يطالبوا مختلف فصائل المعارضة في أحياء حلب الشرقية، بالانسحاب فوراً وبالتنصل من جبهة النصرة، لكي يتمكن المجتمع الدولي من التركيز على محاربة الإرهاب.
واستدرك قائلاً: نأمل في أن تتغلب غريزة البقاء في نهاية المطاف، لأن مغازلة الإرهابيين ومحاولات استغلالهم لتحقيق أهداف معينة، لم تؤد أبداً إلى شيء إيجابي.
وفي السياق، حذر مفوض الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف من أن التنظيمات الإرهابية تستفيد من «التضليل» الذي تمارسه وسائل إعلام غربية بشأن عمل روسيا في سورية، فيما أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أن التنظيمات الإرهابية تستغل فترة التهدئة لتصعيد هجماتها على مدينة حلب واستهداف المدنيين في الأحياء الآمنة.
وفي حلب، أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش وحلفاءه استردا أقساماً كبيرة من مباني ضاحية الأسد بعد يوم من بدء العملية العسكرية لطرد ميليشيا «جيش الفتح» التي تقودها «فتح الشام» من المناطق التي استولت عليها وأهمها منطقة منيان التي أصبحت في عهدة الجيش أول من أمس، موضحاً أن الاشتباكات مع المسلحين التي تجددت مساء أمس في محاور جمعية الزهراء ومشروع 3000 شقة سكنية والضاحية، تكبد خلالها المسلحون خسائر بشرية ومادية كبيرة ودفعتهم لطلب مؤازرات لمنع سيطرة الجيش على الأحياء.
وبينت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن سكان حيي الزهراء وجمعية البيئة بحلب الجديدة عادوا إلى مساكنهم التي هجروها جراء الاشتباكات بعد أن أمن الجيش المنطقة باستعادة منيان والفاميلي هاوس بمنطقة الراشدين الأولى غربي المدينة، ولفتت المصادر إلى أن الأهالي يرفضون إعارة أي أذن مصغية لوعيد وتهديدات المسلحين باجتياح أحيائهم وأن ثقتهم بالجيش السوري عالية على الرغم من القذائف التي تطولهم والتي أودت بحياة 3 شهداء وأكثر من 20 جريحاً منهم أمس.
وفيما واصل الجيش السوري بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني شن هجومه على محور البللورة باتجاه حي المرجة جنوب المدينة للسيطرة عليه وتأمين الجهة الغربية من مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي، وسع الجيش نطاق أمان طريق خناصر شريان المدينة الرئيسي من حماة إلى حلب وعزز قواته في محيط الطريق كإجراء احترازي ضد أي هجوم محتمل عليه.