العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

دمشق وموسكو.. إعادة تعريف العلاقة على أسس السيادة الوطنية والمصالح المشتركة

تدخل العلاقات السورية–الروسية اليوم، مرحلة جديدة في ضوء التحولات العميقة التي تشهدها الدبلوماسية السورية، وسعيها الدؤوب لبناء شبكة علاقات متوازنة مع جميع الشركاء الدوليين، بعيداً عن منطق المحاور والاصطفافات، وبما يضع مصلحة الشعب السوري واستقراره ومستقبله في صدارة الأولويات.

وتؤكد اللقاءات التي جمعت الوفد السوري، برئاسة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ورفقة وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ومسؤولين في الاستخبارات العامة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وما سبقها من زيارة للرئيس أحمد الشرع إلى موسكو ولقاؤه نظيره الروسي في الكرملين، أن الحوار السوري–الروسي بات أكثر صراحة وانفتاحاً، كما يعكس هذا الحوار توجهاً واضحاً نحو إعادة تعريف العلاقة على أسس السيادة الوطنية والمصالح المشتركة، بعيداً عن إرث المرحلة السابقة أو الحسابات الضيقة التي فرضتها ظروف الحرب.

ولا تقتصر أهمية العلاقات السورية–الروسية في السياسة فقط، بل تمتد إلى ملفات حيوية في مقدمتها إعادة الإعمار، فحجم الدمار الذي خلفه النظام البائد خلال سنوات الثورة، يجعل من إعادة الإعمار أولوية وطنية وإنسانية كبرى، وهنا يبرز الدور الروسي كشريك يمتلك خبرات تقنية واقتصادية، ولاسيما في مجالات الطاقة والبنى التحتية، يمكن أن تسهم في دعم عملية التعافي، ضمن إطار شفاف يخدم السوريين ويخلق فرص عمل ويجذب الاستثمارات.

وفي السياق ذاته، تؤكد موسكو موقفها الثابت الداعم لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفضها للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وهو موقف ينسجم مع حاجة سوريا اليوم إلى مظلة سياسية دولية تحمي استقرارها في مرحلة التعافي، في المقابل، تطرح دمشق رؤية واضحة تقوم على شراكة متوازنة، تحترم الاتفاقيات السابقة، لكنها تعيد صياغتها بما ينسجم مع استقلال القرار السوري ومتطلبات المرحلة الجديدة.

ويرى مراقبون أن دمشق ماضية في بناء علاقات دولية متوازنة، ما يجعل من روسيا شريكاً مهماً في هذا المسار، سواء على صعيد دعم الاستقرار أو المساهمة في إعادة الإعمار، وفي هذا الإطار، يمكن للعلاقات السورية–الروسية أن تتطور إلى شراكة استراتيجية فاعلة، تخدم مستقبل سوريا وتسهم في تعزيز استقرار المنطقة.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock