ذبح الأضاحي العشوائي في مرمى مجلس مدينة حلب

من المتوقع أن يشكل الذبح العشوائي للأضاحي تحديا صارخا لمجلس مدينة حلب، بعد أن أعلن عن عدد من التوصيات للتصدي للظاهرة المقلقة لسكان المدينة، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
واعتاد أصحاب بيع اللحوم الحمراء خلال السنوات الأخيرة خلال عيد الأضحى المبارك، على ذبح الأغنام في الشوارع ونصب الحظائر المخصصة لايوائها، ما يعد إساءة كبيرة للأهالي ونظافة المدينة.
ولعبت الرشاوي للقائمين على العملية في مجلس المدينة زمن النظام البائد، بالإضافة إلى اعتياد الجزارين على الذبح العشوائي في شوارع وساحات المدينة، دورا في تفاقم الظاهرة على الرغم من الشكاوى المستمرة للحد منها أو القضاء عليها، دون جدوى.
ووضع مجلس مدينة حلب بمسؤوليه الحاليين نفسه أمام تحد كبير، قد يعجز عن تحقيقه مع استفحال الظاهرة بشكل واسع، مع إعلانه اليوم الاثنين عن جملة من المطالب والاشتراطات على أصحاب بيع اللحوم التقيد بها، وإلا ستطبق بحق المخالفين منهم الإجراءات القانونية.
وأوصى مجلس المدينة في بيان له، حصلت “الوطن” على نسخة منه، بمنع “ربط المواشي أمام المحلات ووضعها ضمن شاحنات مخصصة لهذه الغاية”، مع “التقيد التام بذبح الأضاحي داخل المحل حصرا، وعدم إشغال الأرصفة والساحات العامة والحدائق والطرقات لمبيت الأضاحي وعدم وضع الحظائر والخيم نهائيا”، وفي حال المخالفة “تقوم المديريات الخدمية بالإجراءات اللازمة أصولا”.
كما أوصى بـ “ترحيل نواتج ومخلفات الأضاحي بعد الانتهاء مباشرة، وذلك حفاظا على نظافة مدينتنا”، مشيرا إلى أن المذبح الفني في منطقة الراموسة “يستقبل الإخوة المواطنين من أجل الأضاحي طوال أيام عيد الأضحى المبارك”، لافتا إلى أنه
سيتم “اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وفق القوانين والأنظمة النافذة”.
أحد الجزارين، اشتكى لـ “الوطن” من عدم قدرة المذبح الفني على تلبية الطلب الزائد على ذبح الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى ” إذ لا تتجاوز استطاعة المذبح ٢٥٠ رأس غنم يوميا، أما واقع الحال فإن آلاف الأشخاص، إن لم يكن عشرات الآلاف منهم، بحاجة إلى ذبح الأضاحي يوميا، بالإضافة إلى أنه لا توجد حظائر في المذبح لربط الأغنام والأضاحي من أجل ذبحها، أما وضعها في العراء فيعرضها للسرقة”.
وأشار آخر إلى أن السكان المحليين يقبلون على أقرب مكان للذبح في أحيائهم لاختيار الشاة المناسبة لتقديمها كأضحية “ولذلك نضطر لعرض الأغنام في حظائر قريبة من محل الذبح، أو نلجأ إلى الذبح بجانب الحظيرة”!.
ويلجأ الكثير من أبناء المدينة في بلاد الاغتراب، وخصوصا من اللاجئين في ألمانيا، وكذلك في دول الجوار كتركيا ولبنان والأردن، عدا مصر، إلى إرسال حوالات مالية لذويهم في حلب قبيل عيد الأضحى لشراء الأضاحي وذبحها على أرواح ذويهم، ما زاد الطلب على الأضاحي في العقد الأخير، وكرّس من ظاهرة الذبح العشوائي.
حلب- خالد زنكلو