سوريا .. من بؤرة للكبتاغون إلى شريك إقليمي في مكافحة المخدرات

بعد سنوات من تحوّل سوريا إلى مركز عالمي لإنتاج وتهريب الكبتاغون خلال عهد النظام البائد، تشهد البلاد اليوم تحولاً نوعياً باتجاه محاربة هذه الآفة بكل حزم، فالحكومة السورية تقود حملة أمنية ومجتمعية واسعة النطاق، بالتنسيق مع دول الجوار والمنظمات الدولية، لإعادة سوريا إلى مسار الاستقرار والأمن.
عمليات مشتركة ناجحة مع دول الجوار
اليوم، وفي عملية ليست الأولى من نوعها، أعلنت وزارة الداخلية أن إدارة مكافحة المخدرات نفّذت بالتنسيق “المباشر” مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في العراق، عملية نوعية أسفرت عن ضبط 1272000 حبة كبتاغون، و108 كغ من الحشيش، وإلقاء القبض على عدد من المتهمين المطلوبين دولياً ضمن شبكات التهريب العابرة للحدود.
وقبل ذلك، وفي عملية مشتركة مع بغداد، أحبطت السلطات السورية والعراقية محاولة تهريب كمية كبيرة من مادة الكبتاغون المُخدّر عبر الحدود الشرقية، وأسفرت العملية عن ضبط أكثر من 1.3 مليون حبة كبتاغون في الثاني من تموز الماضي.
على ضفة موازية، تمكنت السلطات التركية بالتعاون مع السورية من القبض على أحد أخطر مهربي المُخدّرات، المدعو عامر جديع الشيخ، وتسليمه إلى دمشق، وذلك في السادس عشر من آب الماضي.
كما تم بالنتسيق مع السلطات السعودية في الثامن والعشرين من حزيران الماضي إحباط محاولة تهريب 200 ألف حبة كبتاغون، إذ تم ضبط شحنة مُخدّرات داخل منشآت صناعية في محافظتي إدلب وحلب.
وفي تصريح أدلى به وزير الاتصال الحكومي الأردني محمد المومني، مطلع آب، أشاد بالجهود السورية في ضبط الحدود، مؤكداً حدوث “انخفاض كبير في نسبة تهريب المخدرات عبر المعابر الرسمية”، أما وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي فأشار في تموز إلى تراجع تهريب المُخدّرات من سوريا إلى لبنان بشكل ملحوظ.
إرث ثقيل للنظام السابق
بحسب تقارير دولية، كانت سوريا في عهد النظام السابق أكبر منتج للكبتاغون في العالم، مع عوائد مالية ضخمة وصلت إلى مليارات الدولارات سنوياً، وكانت شبكات التهريب تُدار من جهات مرتبطة بالنظام.
خطوات التعافي: مكافحة المخدرات على أكثر من جبهة
توازياً مع الحملة التي تشنها في إطار مكافحة المُخدّرات، عملت الجهات المعنية في سوريا على إجراءات عدة منها تطوير إدارة مكافحة المُخدّرات، وافتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان، إضافة إلى تنفيذ حملات توعوية في المدارس والجامعات، والتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز البرامج الوطنية.
في السياق، سبق أن صرّح وزير الداخلية، أنس خطاب: إن “الحرب على المُخدّرات ليست أمنية فقط، بل هي مسؤولية وطنية وأخلاقية”، وقال “نحن نعمل بكل قوة لتحرير سوريا من هذه الآفة وإعادة الأمن والاستقرار لأجيالنا القادمة.”
نظرة مستقبلية
تسير سوريا بخطا ثابتة نحو بناء مستقبل آمن خالٍ من الكبتاغون، عبر تعزيز التعاون الإقليمي، وتنفيذ سياسات وطنية متكاملة، تأمل من خلالها إعادة الثقة لشعبها ومحيطها الإقليمي.
الوطن