اقتصادالعناوين الرئيسية

سوريا 2025.. عام التحول وبداية استعادة الدور

دخلت سوريا عام 2025 وهي تطوي صفحة ثقيلة من تاريخها، فاتحةً باباً واسعاً لمرحلة جديدة عنوانها التحرر من إرث الاستبداد والانطلاق نحو إعادة بناء الدولة والمجتمع، لم يكن هذا العام امتداداً لما سبقه، بل شكل نقطة انعطاف حقيقية أعادت رسم مسار البلاد سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً، وأعادت للسوريين الأمل بإمكانية النهوض بعد عقود من التحديات.

فقد جاء عام 2025 محملاً بتحولات عميقة، شملت الانفتاح على العالم وترميم العلاقات الدولية، ووضع أسس جديدة للتنمية والاستقرار، وبدا واضحاً أن سوريا الجديدة تسعى إلى تثبيت موقعها كدولة فاعلة، قادرة على بناء شراكات متوازنة، واستعادة حضورها الطبيعي في محيطها الإقليمي والدولي.

كما شهد هذا العام زخماً دبلوماسياً لافتاً، تُرجم بسلسلة واسعة من الزيارات واللقاءات الدولية التي حملت رسائل واضحة عن توجه سوريا نحو الحوار والانفتاح، وتأسيس علاقات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ولم تكن هذه التحركات مجرد نشاط بروتوكولي، بل مثلت إعلاناً عملياً عن عودة سوريا إلى الساحة الدولية بثقة ورؤية جديدة.

وفي سياق إعادة الإعمار وتحقيق التعافي الاقتصادي، اتجهت البلاد نحو بناء شراكات استراتيجية مع دول وشركات عربية وعالمية، عبر عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي عكست تحولاً في النهج الاقتصادي، ورغبة جادة في إعادة الإعمار وتحريك عجلة الإنتاج، بما يسهم في التعافي التدريجي وترسيخ مقومات التنمية المستدامة.

وعلى المستوى الدولي، شكلت مشاركة سوريا في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على أعلى مستوى، بعد غياب طويل، محطة مفصلية أعادت الصوت السوري إلى المنابر العالمية. وقد حمل هذا الحضور رسالة واضحة برفض مشاريع التقسيم، والتأكيد على وحدة البلاد، والسعي للاضطلاع بدور إيجابي في معالجة قضايا المنطقة والعالم.

كما شهد العام تطوراً نوعياً في العلاقات مع الولايات المتحدة، تُوج برفع العقوبات المفروضة على سوريا، بما فيها العقوبات الأشد تأثيراً على الاقتصاد والحياة اليومية، في خطوة فتحت آفاقاً جديدة أمام البلاد، وأزالت واحدة من أكبر العوائق أمام التعافي الاقتصادي والانفتاح الدولي.

ومع نهاية 2025، تقف سوريا على أعتاب مرحلة مختلفة، تتوافر فيها فرص حقيقية لترجمة الإنجازات السياسية والدبلوماسية إلى مشاريع تنموية ملموسة تمس حياة المواطنين، وتعزز الاستقرار الداخلي، إذ يأتي عام 2026 كامتداد طبيعي لهذا المسار، وفرصة لترسيخ مكانة سوريا كدولة مستقرة وفاعلة، قادرة على الإسهام في أمن المنطقة وبناء مستقبل أفضل لشعبها.

في المحصلة، لم يكن عام 2025 محطة عابرة في تاريخ سوريا، بل نقطة تأسيس لمسار جديد يعبر عن تطلعات السوريين في دولة حديثة يقوم على الاستقرار والانفتاح وإعادة البناء.. فكان هذا العام بمنزلة ولادة جديدة لسوريا.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock