عبد الرزاق معاذ: مدينة دمشق موجودة منذ العصر الحجري

قدّم المؤرخ والباحث في التاريخ عبد الرزاق معاذ، محاضرة تراثية توثيقية في المكتبة الوطنية بدمشق بعد أن قدّمها في جامعة طوكيو، ضمن مشروع لتوثيق تاريخ المدينة، ليُؤرّخ من خلالها رحلة المدينة على اعتبارها كياناً حضارياً شاهداً على الاستمرار العمراني.
وأوضح معاذ أن مدينة دمشق المأهولة منذ ما يزيد على عشرة آلاف عام لا تزال تنسج حكاياها وتخيط سلسلة من وثائقيات الحضارات التي تعاقبت على هذه البقعة الجغرافية، فنجد اليوم أثراً معيّناً وإرثاً فريداً لكل شعب من أولئك الذين قطنوا في هذه البلاد، مبيّناً أن هذا الإرث والموروث هو جوهر ما تتمحور حوله محاضرته، لأن جمال هذا البلد المتراكم لآلاف السنين أدهش جميع من سمع عنه أو شاهده.
كما استعرض معاذ الذي شغل منصب المدير السابق للآثار والمتاحف موسوعة ابن عساكر المعروفة، والتي أرّخ فيها مدينة دمشق في ٨٠ مجلّداً مُخصّصاً واحداً من هذه المجلدات للحديث عن أبرز معالم دمشق.
وأكد أن مدينة دمشق موجودة منذ العصر الحجري، ولا سيما بعد أن ورد ذكرها في الكثير من المخطوطات القديمة والرقيمات المكتشفة في إيبلا، لتغدو فيما بعد عاصمة المملكة الآرامية وبعدها عاصمة الأمويين، وهذا ما جعل منها أقدم مدينة مأهولة بشكل متواصل.
وأشار إلى أن الجامع الأموي يُشكّل ركيزة الأساس في العمران الدمشقي، مُستعرضاً دوره الديني البارز وجمال تصميمه، وهو ما جعل دراسته والبحث في تاريخه وتصاميمه وموقعه طبقاً شهياً لأهل البحوث والعلوم التاريخية والآثارية حول العالم.
وتطرّق معاذ إلى أبرز التغييرات التي طرأت على المدينة منذ آلاف السنين، مُستعرضاً أبرز المخططات والمشاريع التي كان لها دورً بارزٌ في تشويه المدينة وتقسيمها، ومن نتائج تلك المشاريع ما نراه اليوم في سوق ساروجة الذي أدى إلى اختفاء الكثير من معالم المدينة.
وحثّ في ختام حديثه الجهات العامة والخاصة والمجتمع المحلي لتوثيق تاريخ هذه المدينة والاعتناء به، مُنطلقاً من فكرة أن هذه المهمة ليست أثرية فحسب، بل هي مهنة إنسانية ومعرفية وتحتاج لتعاضد الجهود والحفاظ على الهوية الحضارية والتاريخية.
مصعب أيوب