عودة سوريا إلى منصة الأمم المتحدة.. اهتمام إعلامي بحضور الرئيس الشرع

بعد أكثر من خمسة عقود من الغياب والانعزال، يتوجه الرئيس أحمد الشرع للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد بين 22 و30 الشهر الجاري، ليكون أول رئيس سوري يتحدث في هذا المحفل الدولي منذ عام 1967، في مشهد تاريخي يعكس تحولاً دبلوماسياً عميقاً ويحمل في طياته إشارات مهمة حول إعادة بناء الدولة السورية، واستعادة مكانتها بين الأمم، ورغبتها في لعب دور فاعل في مسيرة السلام والاستقرار الدوليين، إضافة إلى تنامي الدعم الدولي لها.
إعلان حضور الرئيس الشرع لاجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، أثار تفاعلاً إعلامياً كبيراً، وألقى بظلاله على عناوين ونشرات وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، إذ أكدت وكالة “فرانس برس” أن هذه الخطوة تمثل «عودة سوريا إلى الساحة الدبلوماسية الدولية» بعد سنوات من الصراع والتحديات، مشددة على أن هذا الحضور يعكس تحولاً في الموقف الدولي، ويفتح الباب أمام استئناف الحوار السياسي مع القوى الكبرى.
بدورها، قالت وكالة “رويترز” أن هذه المشاركة «ترسل رسالة واضحة بأن دمشق تعتزم استعادة دورها الفاعل في المحافل الدولية، مع السعي لتجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة”، مشيرة إلى أنها تمثل «عودة سوريا إلى المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة السياسية والصراع الداخلي».
من جهتها، وصفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، حضور الشرع في نيويورك بأنه «لحظة تاريخية» تعكس تقارباً دولياً متزايداً مع سوريا التي كانت لفترة طويلة مركزاً للصراعات الإقليمية والدولية، مؤكدة أن سوريا اليوم تبدو كدولة تعيد تأكيد سيادتها، وتسعى لتثبيت الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
أما صحيفة “لوريان لو جور” الناطقة بالفرنسية، فقد رأت أن مشاركة الرئيس الشرع «تُظهر تحولاً في السياسة السورية نحو الانفتاح على المجتمع الدولي»، وهو ما يمكن اعتباره بداية لإعادة بناء علاقات سوريا الخارجية التي تأثرت بشدة جراء الحرب، مشيرة إلى رغبة دمشق في إعادة توطيد علاقاتها مع الدول العربية والغربية على حد سواء، كما لفتت قناة “الجزيرة” إلى أن هذه الخطوة تمثل «انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لسوريا»، تعكس نجاح جهود دمشق في كسر الحصار السياسي والعزلة الدولية.
وعلى صعيد الرمزية الدبلوماسية، أشارت وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أن رفع علم سوريا الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إلى جانب أعلام 192 دولة عضواً، وفي مقر السفارة السورية في واشنطن هو «رمز قوي لإعادة الاعتراف الدولي بسيادة سوريا»، وخطوة تحمل دلالات على تعاون المجتمع الدولي مع الدولة السورية الجديدة، ما يفتح الطريق أمام مفاوضات بناءة أكثر جدية في المستقبل.
ووفق مراقبين، فإن مشاركة الرئيس الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبلها رفع وزير الخارجية أسعد الشيباني علم سوريا في نيويورك وواشنطن، تؤكد أن سوريا تخطو بثبات نحو إعادة تأكيد وجودها الشرعي في المؤسسات الدولية، وتأكيد حقها في صياغة مستقبلها، كما تجسد دعم المجتمع الدولي لسوريا بوصفها وطناً جامعاً لجميع أبنائها، في ظل الرغبة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
الوطن