في انتظار تسلم الهبة الشيشانية.. الجامع الأموي بحلب جاهز للترميم
أصبح الجامع الأموي (الكبير) في حلب جاهزاً لأعمال ترميمه الداخلية بعد إزالة الأنقاض التي تعوق العملية وفي انتظار رصد المبالغ المقررة له كهبة من صندوق “أحمد قاديروف الخيري” الشيشاني التي تكفل بترميمه.
وبين مصدر في لجنة إنجاز الجامع الأموي لـ “الوطن أون لاين” أن أعمال ترحيل الأنقاض من داخل الجامع، المسجل على لائحة التراث العالمية لمنظمة اليونسكو منذ 1983، انتهت وهي حصيلة تعاون بين خبرات وطنية تعمل لدى اللجنة ومؤسسة “متاع” الحكومية وجامعة حلب، وذلك إيذاناً للبدء بأعمال الترميم الداخلي ومنها ترقيم وفرز حجارة مئذنة الجامع الفريدة من نوعها عالمياً بغية إعادة إعمارها.
وكان “أموي حلب”، الذي بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد المللك ويعتبر من أهم آثار حلب، تعرض نهاية 2012 إلى دمار واسع على يد الإرهابيين الذين استولوا عليه واستخدموه خط دفاع متقدم لعملياتهم العسكرية في مدينة حلب القديمة ودمروا مئذنته الشهيرة على يد أحد قادة “جبهة النصرة” بعبوات ناسفة قبل أن يستعيده الجيش العربي السوري مع كامل مناطق سيطرتهم في حلب نهاية العام المنصرم.
ولا يعرف فيما إذا كانت الحكومة السورية متمثلة بوزارة الأوقاف أو حتى مديرية أوقاف حلب تسلمت قسطاً من المبلغ الذي خصصه “قاديروف الخيري” والمقدر بـ 7.3 مليار ليرة سورية للبدء بأعمال ترميم “أموي حلب” المتوقع أن تنتهي العام المقبل في ظل عدم معرفة الجهة التي باعها الإرهابيون محراب الجامع الخشبي، المصنوع من الأبنوس والذي يعد توأماً للمسجد الاقصى في القدس، على حين يرجح أن الإرهابيين باعوا المكتبة الوقفية للجامع والتي تعد من أهم وأكبر المكتبات في المنطقة ولا تقدر بثمن إلى تجار أتراك.
وكانت الأوقاف السورية تبلغت عزم الصندوق الخيري الشيشاني، الذي تترأسه إيماني قادروفا أرملة الرئيس الشيشاني الراحل، بتقديم الأموال اللازمة لترميم الجامع الأموي بحلب كعربون عن وقوف القيادة السياسية للشيشان والشعب الشيشاني مع القيادة السياسية السورية والشعب السوري في محنته التي تعرض لها بفعل الإرهاب ومساهمة في إعمار ما دمرته الحرب في البلاد.
يذكر أن أعمال صيانة سبقت ترحيل أنقاض الجامع الأموي وشملت ترميماً إسعافياً لعمود ومدخل الجامع للحؤول دون انهياره بالإضافة إلى إزالة الدشم والمتاريس من واجهته القبلية والسرداق الشرقية فيه مع المظلات المعدنية والخزانات والبراميل في واجهاته، وكذلك فرز حجارة المئذنة المدمرة التي تسد المدخل الشمالي للجامع وجزء من البوابة الرئيسية المدمرة أيضاً وإغلاق جميع فتحات الدخول المحدثة إلى الجامع.
وكان مدير أوقاف حلب رامي العبيد أكد في تصريح سابق له أن المباشرة بترميم “أموي حلب” ستبدأ فور الانتهاء من أعمال الدراسة والمخططات والتوثيق وبتكلفة 7 مليارات و300 مليون ليرة سورية.
حلب- الوطن أون لاين