قريباً خريطة للتعليم العالي تضمن تكافؤ الفرص بمختلف المناطق

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أن “المرحلة الراهنة تتطلب خريطة تعليمية حقيقية، عصرية وشاملة لكامل الأراضي السورية، تعكس الواقع الجديد وتستجيب لمتطلبات التنمية المتوازنة، وتضمن تكافؤ الفرص التعليمية في مختلف المناطق.”
وخلال ترؤسه الاجتماع التمهيدي الثاني لمشروع إعداد الخريطة بحضور معاونيه وخبراء وطنيين في التخطي الإقليمي والديموغرافيا، وممثلين عن الجهات الوطنية ذات الصلة، شدّد الحلبي على أهمية أن تكون الخريطة التعليمية أداة استراتيجية للتخطيط المستقبلي تستند إلى بيانات دقيقة وتحليل علمي
متكامل.
واستعرض الاجتماع الواقع الراهن للخريطة التعليمية في سوريا، بما يشمله من توزيع المؤسسات الجامعية والتقانية، وتحديد نقاط القوة والاختلالات الجغرافية والوظيفية، وتحليل بيانات التوزع السكاني والإقليمي والتغيرات الديموغرافية بعد عام 2024.
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على تبني أنموذج خريطة تعليمية تفاعلية باستخدام نظام المعلومات الجغرافية (GIS)،بالتعاون مع الوزارات والجهات المختصة. وستعتمد هذه الخريطة على تحليل التوزع المكاني للمؤسسات التعليمية وربطه بالمتغيرات السكانية والتنموية والإدارية، مع توجيه الاستثمار التعليمي إلى المناطق ذات الحاجة الفعلية، ومواءمة البرامج
الأكاديمية مع الإمكانات الاقتصادية والمزايا النسبية لكل منطقة.
وشدد الوزير على أهمية أن تخدم الخريطة التعليمية القطاعين العام والخاص، معتبراً أن التنمية المستدامة من أهم أهداف التعليم العالي، وأن الوزارة تعمل لضمان أن تكون مخرجات التعليم ذات جودة وتلبي حاجات سوق العمل.
وتم خلال الاجتماع استعراض استمارات بيانات خاصة بالجامعات السورية العامة والخاصة، إلى جانب استمارات للمعاهد التقانية والمهنية، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة تقنيةمصغّرة لتنسيق البيانات وتحليلها، تضم مختصين في المعلومات، والتخطيط الإقليمي، والديموغرافيا السكانية.
هذا ويُعد هذا الاجتماع خطوة تمهيدية نحو تشكيل لجنة وطنية متخصصة لتحديث الخريطة التعليمية، في إطار مرحلة جديدة من التخطيط التعليمي الاستراتيجي، تهدف إلى تحقيق توزيع عادل للمؤسسات التعليمية والاختصاصات، بما يخدم الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة في سوريا خلال مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وتعمل الوزارةعلى إعداد “خريطة تعليمية” ترتبط بمفاهيم التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل، إلى جانب “خريطة تنافسية” تضمن جودة التعليم وتلبي متطلبات السوق.
هذا ومن المتوقع أن تصدر خريطة التعليم العالي قريباً لتتضمن توزيعاً عادلاً للجامعات بما يتناسب مع التوزع الجغرافي على كامل الأراضي السورية، وذلك حسب تأكيد الوزير .
الوطن – فادي بك الشريف