سورية

قمة مواجهة المخططات الاميركية في سورية

موفق محمد
بدا واضحا للغاية في القمة الثلاثية التي عقدها رؤساء الدول الضامنة لعملية استانا الاربعاء الماضي، التركيز على رفض «الأجندات الانفصالية» في شمال شرق سورية المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية مع تسريع الاخيرة الخطا لتنفيذ مخططها، والتشديد على رفض عمليات الاستيلاء غير المشروع على عائدات النفط السوري، وكذلك مواجهة الاجراءات القسرية احادية الجانب الغربية ضد سورية ، لدرجة انه يمكن تسمية القمة بـ«قمة مواجهة المخططات الاميركية».
التركيز على رفض «الأجندات الانفصالية» لم يقتصر على البيان الختامي للقمة، وإنما جاء واضحا ايضا في كلمات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذين استشعروا على ما يبدو تسريع الولايات المتحدة الاميركية خطواتها لتنفيذ مخططها الانفصالي عبر ما يسمى «الادارة الذاتية» الكردية، والذي تمثل بالإعلان مؤخرا عن توصل ما يسمى «أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» وما يسمى «المجلس الوطني الكردي» الى تفاهم حول «رؤية سياسية» موحدة برعاية أميركية.
البيان الختامي للقمة ركز أيضا على رفض الدول الضامنة، لعمليات الاستيلاء غير المشروع على عائدات النفط السوري، التي يجب أن تكون من ممتلكات سورية، في اشارة واضحة الى عمليات السرقة التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية و«الادراة الذاتية» لانتاج الحقول السورية من النقط.
وبما يعكس توجه كل من روسيا وإيران لكسب النظام التركي في مواجهة الاجراءات القسرية الاحادية الجانب الاميركية والغربية ضد سورية، شدد كل من الرئيسين بوتين وروحاني على رفض العقوبات الغربية المفروضة على سورية، بينما أبدى الرئيس الروسي استعداد بلاده وإيران وتركيا باعتبارها الدول الضامنة في مفاوضات أستانا، للعمل على استعادة الأمن الاقتصادي والسياسي في سورية، في رسالة تحد واضحة لأميركا والدول الغربية.
ومع الاعلان عن أن لجنة مناقشة الدستور السوري ستستأنف اجتماعاتها نهاية اب المقبل، كان لافتا اشارة الرئيس بوتين الى أنه تمت تهيئة الظروف الملائمة لتسوية سياسية مستدامة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بينما اكد الرئيس الايراني أن السوريين يقررون مستقبل بلدهم بأنفسهم من دون تدخل خارجي، وأن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية.
لم تخلُ القمة من تأكيدات جديدة للرئيس بوتين على أن بلاده ستواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب حتى دحره نهائياً، وتشديده في الوقت ذاته على أن وقف إطلاق النار في مناطق «خفض التصعيد» يجب أن يستمر، بينما أكد الرئيس روحاني عزم بلاده على مكافحة الإرهاب الداعشي والقاعدي وكل الجماعات الإرهابية في سورية، في رسالة واضحة من الرئيسين لرئيس النظام التركي للجم التنظيمات الارهابية في منطقة خفض التصعيد في ادلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock