العناوين الرئيسيةمحلي

“كورونا” والصحافيين!

مع تعليق إصدار الصحف الورقية، حتى اشعار آخر، في عدد من الدول، تماشياً مع إجراءات التصدي لفيروس “كورونا” المستجد، شعر كثير من الصحافيين من “شيوخ الكار” بـ”صدمة” وبقلق من مسألة مواصلة عملهم عبر المواقع الإلكترونية لتلك الصحف من المنازل، فهذا نوع من الإعلام لم يعتد بعضهم على التعامل معه.
قرار التحول إلى “الصحافة الإلكترونية” وضع هؤلاء أمام خيارين، إما الموت مهنيا بعد مسيرات عمل امتدت لسنوات طويلة باتت فيها متابعة الأحداث والأخبار والمقالات وكتابة الأنواع الصحيفة المختلفة بالنسبة لهم، أولوية على كل شيء، وإما مواصلة حياتهم المهنية عبر “الصحافة الإلكترونية” والعمل عن بعد من المنزل، تنفيذا للتحول الذي فرضه “كورونا”، فكان قرار الغالبية العظمى منهم وقع على الخيار الثاني، وكان التحدي الأبرز أمامهم في التعرف على كيفية التعاطي فنيا مع تنزيل البرامج الضرورية للعمل على الحواسب أو على هواتفهم المحمولة والتفاصيل الدقيقة لطرق التعامل إلكترونيا مع فرق العمل المشكلة، وعمل الكثير منهم على تجاوز هذا التحدي، باتصالات هاتفية مع أصدقاء، والاستعانة بأصحاب “الخبرة” بالتعامل مع برامج الهواتف النقالة من أولادهم.
“شماتة بريئة” من جراء مكوثهم في المنازل ظهرت على زوجاتهم، لأن طلباتهن المتكررة بأخذ اجازات، كانت دوما تقابل بالرفض، بينما التزم باقي افراد العائلة بمظاهر الانضباط ومراعاة أوضاع ابائهم وتسابقهم نحوهم عندما يطلبون أي مساعدة فنية.
وكما كانت فرحة هؤلاء الصحفيين “المخضرمين” عارمة بأول مادة لهم نشرت، وربما قبل عقود، في الصحافة المطبوعة، كانت الفرحة كبيرة أيضا اليوم بعد النجاح في التعامل مع “الصحافة الإلكترونية”، والفرحة باتت أكبر لديهم لأن “كورونا” لم يستطع إيقاف الصحافة التي ربحت المعركة وإن إلكترونيا.

موفق محمد – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock