لليوم الثاني.. إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات الجوية والصاروخية

لليوم الثاني على التوالي تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت ، بعد أن نفذت إسرائيل أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد إيران في محاولة لمنعها من تطوير سلاح نووي.
ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ، أكبر مدينتين في إسرائيل ، ما دفع السكان إلى الملاجىء مع انطلاق موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية في السماء . وقال الجيش الإسرائيلي وفق وكالة “رويترز” : إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة له تعمل على اعتراض تلك الصواريخ .
وقال الجيش الإسرائيلي ” في الساعة الأخيرة ، تم إطلاق عشرات الصواريخ على دولة إسرائيل من إيران، وتم اعتراض بعضها ” .
وأضاف : إن فرق الإنقاذ تعمل في عدد من المواقع في جميع أنحاء البلاد ، حيث وردت أنباء عن سقوط قذائف ، من دون التعليق على وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح .
وفي إيران ، ذكرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أنه سُمع دوي عدة انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران .
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن صاروخين أصابا مطار مهر أباد في طهران ، بينما قالت وسائل الإعلام الإيرانية : إن أنباء أفادت باندلاع حرائق هناك ، ويقع المطار بالقرب من مواقع رئيسية للقيادة الإيرانية ، ويضم قاعدة للقوات الجوية تحتوي على مقاتلات وطائرات نقل .
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية : إن ما يعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب ، وسمع شاهد من “رويترز” دوي انفجار قوي في القدس ، ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط .
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ، تأكيده أن “قواتنا مستمرة في تنفيذ هجمات على إيران واستهداف مواقع استراتيجية وفقاً لخطط معدة مسبقاً”.
بينما قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية : إن طهران شنت موجات من الغارات الجوية يوم السبت بعد إطلاق موجتين ليل الجمعة.
وقال شهود : إن إحدى هذه الموجات استهدفت تل أبيب فجر يوم السبت ، حيث تم سماع دوي انفجارات في العاصمة والقدس.
وجاءت تلك الغارات رداً على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر يوم الجمعة استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافاً عسكرية ومواقع نووية ، وتنفي إيران أن تكون أنشطتها لتخصيب اليورانيوم جزءاً من برنامج أسلحة سري .
وفي وسط تل أبيب ، أصيب مبنى شاهق ما أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي من المبنى الواقع في منطقة حضرية مكتظة بالسكان ، ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة .
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية : إن 34 شخصاً أصيبوا يوم الجمعة في منطقة تل أبيب ، معظمهم بإصابات طفيفة . وقالت الشرطة في وقت لاحق إن شخصاً واحداً لقي حتفه .
في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن 3 قتلى سقطوا وأصيب 64 آخرين إثر 5 دفعات من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل .
وقال مسؤولان أمريكيان : إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل يوم الجمعة . وقال الجيش الإسرائيلي : إن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ يوم الجمعة ، وإنه تم اعتراض معظمها ، وقد أصيب عدد من المباني في تل أبيب ومحيطها .
وبدأت المواجهة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة بهجوم عنيف شنّته الأولى على قلب البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران ، مستخدمة طائرات حربية ومسيّرات تم تهريبها إلى داخل ايران .
واستهدف الهجوم الإسرائيلي كبار جنرالات «الحرس الثوري» ، وعلماء بارزين في البرنامج النووي . وتحدثت وسائل إعلام إيرانية وشهود عن وقوع انفجارات ضخمة ، بما في ذلك ضربات في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم ، بينما سمع دوي انفجارين قويين في منطقة موقع فوردو النووي في قم ، جنوب طهران .
وأشارت إلى ضربات في أكثر من 40 موقعاً عسكريّاً ، كان أبرزها مقر قيادة «الحرس الثوري» ، ومقر هيئة الأركان في شرق طهران .
وسجّلت إيران واحدة من أكبر خسائرها على مستوى القيادة العسكرية والعلماء النوويين أمس ، إذ سقط جنرالات كبار، على رأسهم رئيس الأركان محمد باقري ، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي ، والعقل المدبر للبرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده ، وقائد العمليات الإيرانية غلام علي رشيد ، في حين تباينت الردود بشأن مصير إسماعيل قاآني ، قائد «فيلق القدس».
كما طالت الضربات 6 علماء نوويين في مقرّ إقامتهم ، أبرزهم فريدون عباسي ، رئيس «هيئة الطاقة الذرية» الإيرانية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد .
وأثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم الجمعة والرد الإيراني عليها مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً ، على الرغم من أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة هما حركة “حماس” في غزة وميليشيا “حزب الله” في لبنان.
وكالات