من الميدان

ما حقيقة قبول مسلحي شرق حلب بتسويات !

حلب- الوطن أون لاين

أطلق مسلحو حلب أكثر من إشارة عن نيتهم المضي قدماً باتجاه إيجاد حل للصراع الدائر في الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة حلب بعد أن خسروا نظيرتها الشمالية وفي ظل هزائمهم المتتالية والضغط المستمر الذي يواصله الجيش العربي السوري باسترداد ما بحوزتهم من مناطق وفرض الاستسلام عليهم.

وما قبول ممثلين عن الميليشيات المسلحة في الشطر من حلب بلقاء ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة في أنقرة ولليوم الثاني على التوالي للبحث في إيجاد تسوية مقبولة لوضعهم إلا دليل على عزمهم الخروج من المأزق الذي حشروا فيه من دون تدخل فاعل من داعميهم الإقليميين ولو ترددت أنباء عن فشل مساعي الجولة الأولى أمس في التوصل لصيغة مرضية لكن “لا خيار أمامهم سوى متابعة الحوار والنقاش مع الطرف الروسي الساعي لانتزاع حل سياسي بالتوازي مع سير العمليات العسكرية ضد فصائل حلب”، وفق مصدر معارض مقرب من ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي”، إحدى أهم التشكيلات المسلحة الوازنة شرقي حلب، لـ “الوطن أون لاين”.

ونقل المصدر عن ممثل إحدى الفصائل التابعة لما يسمى “الجيش الحر” والمشاركة في لقاء أنقرة أن الجانب الروسي لوح بعمل عسكري كبير ينهي الوجود المسلح في الأحياء المتبقية في قبضة المسلحين شرقي حلب ما لم يسارع هؤلاء بالقبول بما يعرض عليهم من تسوية تقود لمصالحة وطنية شاملة.

وأكد مصدر دبلوماسي عربي في أنقرة مطلع على كواليس ما يجري من “تفاهمات” في الكواليس لـ “الوطن ون لاين” أن الحكومة التركية رفعت سقف مفاوضي الفصائل المسلحة بالإيعاز لهم بتشكيل “جيش حلب” الذي وحد الفصائل تحت قيادة ميدانية واحدة بغية تعزيز صمودها أطول وقت ممكن في وجه الجيش السوري وحلفائه على أمل إطالة أمد الحرب الدائرة إلى حين تسلم الرئيس الأمريكي ترامب مهامه منتصف الشهر المقبل بعدما أشارت “تسريبات” غير رسمية عن نيته التشدد في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة حيال الملف السوري بخلاف إدارة سلفه أوباما الذي حال دون توريط الأمريكيين في مستنقع الصراع.

ولفت المصدر إلى الأوساط الدبلوماسية في العاصمة التركية تروج لوجود ضمانات روسية لمسلحي شرق حلب بخروج آمن في مقابل إعلانهم ببنود “تسوية” يجري النقاش حولها وتصطدم بإملاءات وأجندة الداعمين الإقليميين خصوصاً تركيا والسعودية وقطر التي عرضت استمرار تسليح المعارضة المسلحة وربما بصواريخ مضادة للطائرات في انتظار الضوء الأخضر الأمريكي الذي لا يمكن الحصول عليه قبل قدوم إدارة ترامب.

وعلمت “الوطن أون لاين” من مصادر معارضة مقربة من ميليشيا “حركة الشام الإسلامية” أن ثمة قبول لدى معظم الفصائل المسلحة شرقي حلب بمقترح الموفد الأممي إلى حلب ستيفان ديمستورا بخروج مسلحي “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) من الأحياء الشرقية للمدينة مقابل وقف العمليات القتالية وإدخال مساعدات إنسانية بيد أن التعليمات التي يفاوض عليها ممثلو وزارة الدفاع الروسية في أنقرة تدور حول فكرة إخراج جميع مسلحي الفصائل من مناطق سيطرتهم شرق المدينة مع مقاتلي “فتح الشام” غلى مناطق يتفق عليها ويرجح أنها ادلب.

وما يرجح قبول المسلحين بالعرض الروسي، وفق خبراء عسكريين تحدثت إليهم “الوطن أون لاين”، فقدان أملهم بأي أمل كانوا يعولون عليه من “فك الحصار” عنهم من ميليشيا “جيش الفتح” الذي أدرك متأخراً حجم “الفاتورة” البشرية الكبيرة التي تحدث عنها قاضيها الشرعي السعودي عبد الله المحيسني أخيراً بالإضافة إلى استبعادهم لـ “تورط” ميليشيا “درع الفرات” في مثل هذا الملف الشائك بعد أن توقف زحفها باتجاه مدينة الباب على خلفية تقدم الجيش السوري والقوات الحليفة له باتجاه المدينة الإستراتيجية وتوجيه رسائل تحذير للحكومة التركية في حال استمرار جهودها للسيطرة على الباب ودخول طهران وموسكو على خط تخفيف التوتر وتذكير الرئيس التركي رجب طيب أرودغان بخطورة تجاوز “التعهدات” التي قطعها للأخيرة واعتبار حلب خط أحمر لا يمكن المس به.

ويسير الوقت في الشطر الجنوبي الشرقي من حلب في غير مصلحة مسلحيه ما لم يقبلوا بتسوية وبشروط الجيش السوري وحلفائه، إذ خسروا أكثر من نصف مناطق نفوذهم ونفذت معظم ذخيرتهم ومؤنهم الغذائية وتخلت حاضنتهم الشعبية عنهم تماماً وما عليهم سوى الرضوخ لتكرار سيناريو حمص القديمة وغوطة دمشق وإلا فالاستسلام أو الهلاك مصيرهم الحتمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock